الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ؛ أي: سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد؛ في الآفاق؛ وواحدها " أفق " ؛ يقول: سنريهم آثار من مضى قبلهم ممن كذب الرسل من الأمم؛ وآثار خلق الله في كل البلاد؛ وفي أنفسهم؛ من أنهم كانوا نطفا؛ ثم علقا؛ ثم مضغا؛ ثم عظاما؛ [ ص: 392 ] كسيت لحما؛ ثم نقلوا إلى التمييز والعقل؛ وذلك كله دليل على أن الذي فعله واحد؛ ليس كمثله شيء؛ أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؛ ويجوز: " إنه " ؛ والقراءة: " أنه " ؛ بالفتح؛ وموضع " بربك " ؛ في المعنى رفع؛ المعنى: " أولم يكف ربك...؟! " ؛ وموضع " أنه " ؛ نصب؛ وإن شئت كان رفعا؛ المعنى في النصب: " أولم يكف ربك بأنه على كل شيء شهيد " ؛ ومن رفع؛ فعلى البدل؛ المعنى: " أولم يكف أن ربك على كل شيء شهيد " ؛ أي: " أولم يكفهم شهادة ربك؟! " ؛ ومعنى الكفاية ههنا أنه قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة على توحيده؛ وبينت رسله.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية