الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 150 ] قوله تعالى : إن الأبرار يشربون من كأس الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا قال : تمزج به عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال : يقودونها حيث شاءوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا قال : قوم يمزج لهم بالكافور ويختم لهم بالمسك عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال : يستقيد ماؤها يفجرونها حيث شاءوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة كان مزاجها قال : طعمها : يفجرونها تفجيرا قال : الأنهار يجرونها حيث شاءوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق قال في قراءة عبد الله : كأسا صفراء كان مزاجها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن شوذب في قوله : يفجرونها تفجيرا قال : معهم قضبان ذهب يفجرون بها قال : تتبع [ ص: 151 ] قضبانهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة يوفون بالنذر قال : كانوا يوفون بطاعة الله من الصلاة والزكاة والحج والعمرة وما افترض عليهم فسماهم الله الأبرار لذلك فقال : يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا قال : استطار والله شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد يوفون بالنذر قال : إذا نذروا في حق الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة يوفون بالنذر قال : كل نذر في شكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق في المصنف والطبراني عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي فقال : إني نذرت أن أنحر نفسي فشغل النبي صلى الله عليه وسلم فذهب الرجل فوجد يريد أن ينحر نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي جعل في

                                                                                                                                                                                                                                      أمتي من وفى بالنذر ويخاف يوما كان شره مستطيرا أهد مائة ناقة .


                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال : لما صدر النبي صلى الله عليه وسلم بالأسارى [ ص: 152 ] عن بدر أنفق سبعة من المهاجرين على أسارى مشركي بدر منهم أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح فقالت الأنصار : قتلناهم في الله وفي رسوله وتوفونهم بالنفقة فأنزل الله فيهم تسع عشرة آية إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى قوله : عينا فيها تسمى سلسبيلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : كان شره مستطيرا قال : فاشيا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية