الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 544 ] قوله تعالى: الذين يأكلون الربا آية 275

                                          [2886] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قول الله: الذين يأكلون الربا يعني: استحلاله لأكله.

                                          قوله تعالى: لا يقومون

                                          [2887] حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا أبو اليمان ، وأبو المغيرة قالا: ثنا أبو بكر بن أبي مريم ، ثنا ضمرة بن حبيب ، عن ابن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه أنه كان يقرأ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يوم القيامة.

                                          [2888] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قول الله: لا يقومون يعني: لا يقومون يوم القيامة.

                                          وروي عن ابن العباس ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان ، نحو ذلك.

                                          قوله تعالى: إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس

                                          [2889] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا أبي، عن أبيه، ثنا الأشعث بن إسحاق بن سعد الأشعري، عن جعفر بن المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قال: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق.

                                          وروي عن عوف بن مالك ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، والربيع بن أنس ، ومقاتل بن حيان ، نحو ذلك.

                                          قوله: ذلك

                                          [2890] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد في قول الله: ذلك يعني: الذين نزل بهم.

                                          [ ص: 545 ] قوله: ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا

                                          [2891] وبه عن سعيد بن جبير في قول الله: ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا فهو الرجل إذا حل ماله على صاحبه فيقول المطلوب للطالب: زدني في الأجل، وأزيدك على مالك ، فإذا فعل ذلك قيل لهم: هذا ربا. قالوا: سواء علينا أن زدنا في أول البيع، أو عند محل المال فهما سواء، فذلك قوله: قالوا إنما البيع مثل الربا لقولهم: إن زدنا في أول البيع أو عند محل المال، فهما سواء.

                                          قوله تعالى: وأحل الله البيع وحرم الربا

                                          [2892] وبه عن سعيد بن جبير قال: فأكذبهم الله تبارك وهو أسمع لقولهم: سواء علينا أن زدنا في أول البيع أو عند محل المال، فقال: وأحل الله البيع وحرم الربا

                                          [2893] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس قال: نهى الله عز وجل عن الربا، كأشد النهي، وتقدم فيه: فاتقوا الربا والريبة. وكان يقول: الربا من الكبائر.

                                          قوله تعالى: فمن جاءه موعظة من ربه

                                          [2894] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي : فمن جاءه موعظة من ربه أما الموعظة: فالقرآن.

                                          [2895] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قول الله: فمن جاءه موعظة من ربه يعني البيان الذي في القرآن، في تحريم الربا، فانتهى عنه.

                                          قوله: فانتهى

                                          [2896] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا ابن نمير ، ثنا وكيع ، ثنا سفيان في هذه الآية قال: فانتهى قال: تاب.

                                          قوله: فله ما سلف

                                          [2897] قرئ على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني [ ص: 546 ] جرير بن حازم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أم يونس يعني امرأته العالية بنت أيفع ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لها أم محبة أم ولد لزيد بن أرقم : يا أم المؤمنين أتعرفين زيد بن أرقم ؟ قالت نعم. قالت: فإني بعته عبدا إلى العطاء بثمانمائة. فاحتاج إلى ثمنه، فاشتريته قبل محل الأجل بستمائة. فقالت: بئس ما شريت وبئس ما اشتريت. أبلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يتب. قالت: فقلت: أفرأيت إن تركت المائتين وأخذت الستمائة؟ قالت: نعم. فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف

                                          والوجه الثاني:

                                          [2898] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قول الله: فله ما سلف يعني: فله ما كان أكل من الربا قبل التحريم، وروي عن السدي ، نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث:

                                          [2899] حدثنا أبي ، ثنا عيسى بن جعفر ، ثنا سفيان في قوله: فله ما سلف قال: مغفورا له.

                                          [2900] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس قال: قال وكيع ، قال سفيان : سمعنا في قوله: ما سلف قال: مغفورا له.

                                          قوله: وأمره إلى الله

                                          [2901] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، ثنا ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير في قوله: وأمره إلى الله يعني: بعد التحريم، وبعد تركه، إن شاء عصمه، وإن شاء لم يفعل.

                                          قوله تعالى: ومن عاد

                                          [2902] وبه عن سعيد بن جبير في قول الله: ومن عاد يعني: في الربا بعد التحريم، فاستحله; لقولهم: إنما البيع مثل الربا

                                          [ ص: 547 ] [2903] حدثنا أبي ، ثنا عيسى بن جعفر ، ثنا سفيان في قوله: ومن عاد قال: من لم يتب حتى يموت فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

                                          قوله: فأولئك أصحاب النار

                                          [2904] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى ، ثنا ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد في قوله: فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يعني: لا يموتون.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية