الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 362 ) مسألة : قال : ( فيمسح بهما وجهه وكفيه ) لا خلاف في وجوب مسح الوجه والكفين ; لقول الله تعالى : { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } ويجب مسح جميعه ، واستيعاب ما يأتي عليه الماء منها ، لا يسقط منها إلا المضمضة والاستنشاق ، وما تحت الشعور الخفيفة ، وبهذا قال الشافعي . وقال سليمان بن داود : يجزئه إن لم يصب إلا بعض وجهه وبعض كفيه . ولنا قوله تعالى : { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } والباء زائدة ، فصار كأنه قال : فامسحوا وجوهكم وأيديكم منه .

                                                                                                                                            فيجب تعميمهما ، كما يجب تعميمهما بالغسل ; لقوله : { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق } . فيضرب ضربة واحدة ، فيمسح وجهه بباطن أصابع يديه ، وظاهر كفيه إلى الكوعين بباطن راحتيه ، ويستحب أن يمسح إحدى الراحتين بالأخرى ، ويخلل بين الأصابع ، وليس بفرض ; لأن فرض الراحتين قد سقط بإمرار كل واحدة على ظهر الكف .

                                                                                                                                            قال ابن عقيل : رأيت التيمم بضربة واحدة قد أسقط ترتيبا مستحقا في الوضوء ، وهو أنه يعتد بمسح باطن يديه قبل مسح وجهه ، وكيفما مسح بعد استيعاب محل الفرض أجزأه ، سواء كان بضربة ، أو ضربتين أو ثلاث ، أو أكثر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية