الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هذا صوت التهديد الفرعوني؛ فلنسمع صوت الإيمان؛ فقد أجابه المؤمنون بقولهم: قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ؛ " الضير " : المضار؛ وإيقاع الضرر؛ أي: لا تملك أن تضارنا؛ فإنا قد عرفنا ما عندك؛ وقدرة ربنا؛ وأن ما عندك أمر ضئيل إلى زمن محدود؛ وما عند الله باق لا ينتهي؛ وضررك ضرر عاجل موقوت؛ ندفعه ويدفعه الله عنا بخير دائم غير موقوت؛ وكأنهم لقوة إيمانهم يقولون: ما أنت؟ وما عذابك؟ إنه أذى ساعة؛ وما عند الله خير دائم: إنا إلى ربنا منقلبون ؛ " انقلب إليه " ؛ أي: ترك ما هو فيه راجعا إلى الخير العظيم؛ و إلى ربنا ؛ متعلق بـ منقلبون ؛ وكان تقديمه لبيان الاختصاص؛ وأنهم يرجعون إلى ربهم؛ لا إلى غيره من أشباه فرعون؛

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية