الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم [10]

                                                                                                                                                                                                                                        قيل معناه اتقوا معاصيه والتاء مبدلة من واو للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة يجوز أن يكون في الدنيا داخلا في الصلة أي لهم حسنة في الآخرة وإن لم يكن داخلا في الصلة فالمعنى للذين أحسنوا حسنة في الدنيا . فالحسنة التي لهم في هذه الدنيا موالاة الله جل وعز إياهم وثناؤه عليهم وتسميته إياهم بالأسماء الحسنة وأرض الله واسعة في معناه قولان : أحدهما أنه يراد بها أرض الجنة ، والآخر أن معناه أن أرض الله واسعة فهاجروا فيها ولا تقيموا مع من يعمل بالمعاصي . إنما يوفى الصابرون أجرهم صابر يمدح به ، إنما هو لمن صبر عن المعاصي ، فإن أردت أنه صابر على المعصية قلت صابر على كذا بغير حساب قيل : بغير تقدير ، وقيل : يراد على الثواب ، لأنه لو أعطي بقدر ما عمل لكان بحساب ، وقيل معنى "بغير حساب" بغير متابعة ولا مطالبة كما تقع المطالبة بنعم الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية