الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ؛ إيمان قوي وصبر على البلاء؛ ورجاء ما عند الله العزيز الحكيم؛ وذكروا طمعهم في غفرانه؛ ولم يذكروا تأكدهم منه; لأن شأن المؤمن الذي يذكر سيئاته أن يرجو ولا يطمع؛ ويخاف ولا يتأكد؛ ولتذكرهم لما أخطؤوا به في جنب الله لم يذكروا في طمعهم إلا أن يغفر لهم خطاياهم؛ و " الخطايا " ؛ جمع " خطيئة " ؛ وهو الإثم الذي استغرق النفس حتى امتلأ بالباطل؛ وكذلك كانوا في عهد الرحمن؛ وأي خطيئة أعظم من أن يعبدوا فرعون؛ وهو الجبار؛ حتى طمع فيهم وأذلهم؛ وأذل أرض مصر ومن فيها؟!

                                                          وقد قالوا في الخير الذي فعلوه؛ مقابلين به الطمع في الغفران: أن كنا أول المؤمنين ؛ من أهل مصر؛ قوم فرعون؛ و " أن " ؛ وما بعدها مصدر في موضع جر باللام المحذوفة؛ وتقدير القول: " لأن كنا أول المؤمنين " ؛ أي لكوننا أول المؤمنين.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية