الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3976 باب: التسمية بمحمد، صلى الله عليه وآله وسلم

                                                                                                                              وهو في: النووي في (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص113، 114 جـ1، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ ( عن جابر بن عبد الله ) رضي الله عنهما؛ قال: ولد لرجل منا غلام، فسماه محمدا فقال له قومه: لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم. فانطلق بابنه، حامله على ظهره، فأتى به النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم فقال: يا رسول الله! ولد لي غلام فسميته محمدا فقال لي قومي: لا ندعك تسمي باسم رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم : تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي. فإنما أنا قاسم، أقسم بينكم ) ].

                                                                                                                              وفي لفظ: فإنما بعثت قاسما أقسم بينكم ، وفي آخر "فإني أنا أبو القاسم، أقسم بينكم". وفي رواية: "إنما جعلت قاسما، أقسم بينكم") ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال عياض: هذا يشعر: بأن الكنية، إنما تكون بسبب وصف [ ص: 164 ] صحيح في المكني، أو لسبب اسم ابنه. وقال ابن بطال: معناه: أني لم أستأثر من مال الله تعالى شيئا دونكم. وقاله تطييبا لقلوبهم، حين فاضل في العطاء. فقال: الله هو الذي يعطيكم لا أنا. وإنما أنا قاسم. فمن قسمت له شيئا، فذلك نصيبه، قليلا كان أو كثيرا.

                                                                                                                              وفي الحديث: النهي عن الجمع بين اسمه، صلى الله عليه وآله وسلم، وكنيته. وفي هذا: حديث عند الترمذي. وفهم الجمهور: تخصيص هذا النهي بزمانه، صلى الله عليه وآله وسلم. قال الحافظ في الفتح: هذا أقوى؛ لأن بعض الصحابة سمى ابنه "محمدا"، وكناه: "أبا القاسم". وهو طلحة بن عبيد الله. وقد جزم الطبراني: أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، هو الذي كناه.

                                                                                                                              وقال ابن أبي جمرة: الأولى: الأخذ بالمذهب الأول. وهو مذهب الشافعي، وأهل الظاهر، فإنه أبرأ للذمة، وأعظم للحرمة.

                                                                                                                              وأما غير "أبي القاسم" من الكنى؛ فأجمع المسلمون على جوازه، سواء كان له "ابن أو بنت" فكني به أو بها، أو لم يكن له ولد، أو كان صغيرا، أو كني بغير ولده. ويجوز أن يكنى الرجل: "أبا فلان. وأبا فلانة". وأن تكنى المرأة: "أم فلانة وأم فلان". وصح: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يقول للصغير "أخي أنس": "يا أبا عمير! ما فعل النغير؟"



                                                                                                                              الخدمات العلمية