الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ( 39 ) إلا عبادك منهم المخلصين ( 40 ) )

يقول تعالى ذكره : قال إبليس : ( رب بما أغويتني ) بإغوائك ( لأزينن لهم في الأرض ) وكأن قوله ( [ ص: 103 ] بما أغويتني ) خرج مخرج القسم ، كما يقال : بالله ، أو بعزة الله لأغوينهم . وعنى بقوله ( لأزينن لهم في الأرض ) لأحسنن لهم معاصيك ، ولأحببنها إليهم في الأرض ( ولأغوينهم أجمعين ) يقول : ولأضلنهم عن سبيل الرشاد ( إلا عبادك منهم المخلصين ) يقول : إلا من أخلصته بتوفيقك فهديته ، فإن ذلك ممن لا سلطان لي عليه ولا طاقة لي به . وقد قرئ : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) فمن قرأ ذلك كذلك ، فإنه يعني به : إلا من أخلص طاعتك ، فإنه لا سبيل لي عليه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك ( إلا عبادك منهم المخلصين ) يعني : المؤمنين .

حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا هشام ، قال : ثنا عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة ( إلا عبادك منهم المخلصين ) قال قتادة : هذه ثنية الله تعالى ذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية