الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وفتحت السماء الآيات

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ وفتحت خفيفة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 199 ] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : وسيرت الجبال فكانت سرابا . قال سراب الشمس الآل . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن أبي الجوزاء في قوله : إن جهنم كانت مرصادا قال : صارت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في قوله : إن جهنم كانت مرصادا قال : لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن سفيان إن جهنم كانت مرصادا قال : عليها ثلاث قناطر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة إن جهنم كانت مرصادا قال : تعلموا أنه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار وقال في آية أخرى : وإن منكم إلا واردها للطاغين مآبا قال : مأوى ومنزلا لابثين فيها أحقابا قال : الأحقاب ما لا انقطاع له كلما مضى حقب جاء بعده حقب . قال : وذكر لنا أن الحقب [ ص: 200 ] ثمانون سنة من سني يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس لابثين فيها أحقابا قال : سنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحسن لابثين فيها أحقابا قال : ليس لها أجل كلما مضى حقب دخل في الأخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن قال : الحقب الواحد سبعون سنة كل يوم منها ألف سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع لابثين فيها أحقابا قال : لا يدري أحدكم تلك الأحقاب إلا أن الحقب الواحد ثمانون سنة السنة ثلاثمائة وستون يوما اليوم الواحد مقدار ألف سنة والحقب الواحد ثمانية عشر ألف سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن بشير بن كعب في قوله : لابثين فيها أحقابا قال : بلغني أن الحقب ثلاثمائة سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم [ ص: 201 ] ألف سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر عن سالم بن أبي الجعد قال : سأل علي بن أبي طالب هلالا الهجري : ما تجدون الحقب في كتاب الله قال : نجده ثمانين سنة كل سنة منها اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله : لابثين فيها أحقابا قال : الحقب ثمانون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن أبي هريرة رفعه لابثين فيها أحقابا قال : الحقب ثمانون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج هناد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة لابثين فيها أحقابا قال : الحقب ثمانون سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم كألف سنة مما تعدون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 202 ] وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة لابثين فيها أحقابا قال : الحقب ثمانون عاما اليوم منها كسدس الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عمر العدي في مسنده، وابن أبي حاتم والطبراني ، وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم : لابثين فيها أحقابا قال : الحقب ألف شهر والشهر ثلاثون يوما والسنة اثنا عشر شهرا والسنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم منها ألف سنة مما تعدون فالحقب ثمانون ألف سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار، وابن مردويه والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والله لا يخرج من النار أحد حتى يمكث فيها أحقابا والحقب بضع وثمانون سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم ألف سنة مما تعدون، قال [ ص: 203 ] ابن عمر : فلا يتكلن أحد على أنه يخرج من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الحقب ثمانون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو في قوله : لابثين فيها أحقابا قال : الحقب الواحد ثمانون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحقب أربعون سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ لابثين فيها أحقابا بالألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون أنه قرأ لابثين فيها أحقابا بغير ألف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن شرحبيل أنه قرأها لابثين فيها أحقابا [ ص: 204 ] وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان في قوله : لابثين فيها أحقابا وقوله : إلا ما شاء ربك أنهما في أهل الجنة والتوحيد من أهل القبلة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : زمهرير جهنم يكون لهم من العذاب لأن الله يقول : لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج هناد، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن أبي العالية لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا قال : فاستثنى من الشراب الحميم ومن البارد الغساق وهو الزمهرير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس إلا حميما وغساقا قال : الحميم الحار الذي يحرق والغساق الزمهرير البارد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد إلا حميما وغساقا قال : لا يستطيعونه من برده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا قال : قد انتهى حره، وغساقا [ ص: 205 ] قال : قد انتهى برده وإن الرجل إذا أدنى الإناء من فيه سقط فروة وجهه حتى يبقى عظاما تقعقع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مرة لا يذوقون فيها بردا قال : نوما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : جزاء وفاقا قال : وافق أعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة جزاء وفاقا قال : جزاء وافق أعمال القوم أعمال السوء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : جزاء وفاقا يقول : وافق الجزاء العمل إنهم كانوا لا يرجون حسابا قال : لا يخافونه وفي لفظ : لا يبالون فيصدقون بالبعث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : إنهم كانوا لا يرجون حسابا قال : لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 206 ] وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن جرير، وابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال : ما أنزلت على أهل النار آية قط أشد منها فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا فهم في مزيد من عذاب الله أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني ، وابن مردويه عن الحسن بن دينار قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار فقال : قول الله فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن الحسن قال : سئل أبو برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله فقال : قول الله فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا قال : فهو مقدار ساعة بساعة ويوم بيوم وشهر بشهر وسنة بسنة أشد عذابا حتى لو أن رجلا من أهل النار أخرج من المشرق لمات أهل المغرب ولو أخرج من المغرب لمات أهل المشرق من نتن ريحه، قال أبو برزة : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تلاها فقال : هلك القوم بمعاصيهم ربهم وغضب عليهم فأبى إذ غضب عليهم إلا أن ينتقم منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية