الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3980 باب: تسمية المولود، عبد الرحمن

                                                                                                                              وهو في النووي في: (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 116 جـ 14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن ابن المنكدر ؛ أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: ولد لرجل منا غلام، فسماه: القاسم فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم ، ولا ننعمك عينا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: أسم ابنك عبد الرحمن " ].

                                                                                                                              [ ص: 167 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 167 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما؛ (قال: ولد لرجل منا "غلام"، فسماه: "القاسم"، فقلنا: لا نكنيك "أبا القاسم"، ولا ننعمك عينا). أي: لا نقر عينك بذلك.

                                                                                                                              (فأتى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، فذكر ذلك له، فقال: "سم ابنك؛ عبد الرحمن). قال في الفتح: لم أقف عليه. أي: على اسم ذلك الرجل. قال؛ وأقرب ما قيل؛ أنهم لما أنكروا عليه التكني بكنية النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: اقتضى مشروعية الكنية. وأنه لما أمره أن يسميه "عبد الرحمن": اختار له اسما يطيب خاطره به، إذا غير الاسم. واقتضى الحال: أنه لا يتغير إلا باسم حسن.

                                                                                                                              قال بعض العلماء: لله الأسماء الحسنى، وفيها: أصول وفروع.

                                                                                                                              أي: من حيث الاشتقاق. قال: وللأصول: أصول. أي: من حيث المعنى. وأصول الأصول: اسمان: "الله، والرحمن". لأن كلا منهما: مشتمل على الأسماء كلها. ولذلك لم يتسم بهما أحد. وقد لقب غير واحد: "الملك الرحيم". ولم يقع مثل ذلك في الرحمن.

                                                                                                                              [ ص: 168 ] وإذا تقرر ذلك؛ كانت إضافة العبودية إلى كل منهما: حقيقة محضة. وظهر وجه الأحبية. والله أعلم بالصواب.




                                                                                                                              الخدمات العلمية