الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3998 باب: تسمية المولود عبد الله، ومسحه، والصلاة عليه

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب استحباب: تحنيك المولود عند ولادته، وحمله إلى صالح يحنكه، وجواز تسميته يوم ولادته، واستحباب التسمية بعبد الله، وإبراهيم، وسائر أسماء الأنبياء عليهم السلام).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 125، 126 جـ 14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ عن هشام بن عروة قال: حدثني عروة بن الزبير ، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر ، حين هاجرت، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير . فقدمت قباء . فنفست بعبد الله بقباء . ثم خرجت حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليحنكه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فوضعه في حجره . ثم دعا بتمرة. قال: قالت عائشة : فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها. فمضغها. ثم بصقها في فيه. فإن أول شيء دخل بطنه: لريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالت أسماء : ثم مسحه، وصلى عليه، وسماه: عبد الله . ثم جاء وهو ابن سبع سنين، أو ثمان؛ ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمره بذلك الزبير . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا إليه. ثم بايعه ].

                                                                                                                              [ ص: 169 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 169 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عروة بن الزبير)، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير؛ أنهما قالا: خرجت "أسماء بنت أبي بكر"، حين هاجرت، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير. فقدمت قباء. فنفست بعبد الله بقباء. ثم خرجت حين نفست، إلى رسول الله، صلى الله) عليه وآله (وسلم؛ ليحنكه. فأخذه رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم منها، فوضعه في حجره. ثم دعا بتمرة. قال: قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها، قبل أن نجدها. فمضغها. ثم بصقها في فيه. فإن أول شيء دخل بطنه: لريق رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم).

                                                                                                                              قال النووي : اتفق العلماء على: استحباب تحنيك المولود، عند ولادته بتمر. فإن تعذر؛ فما في معناه، وقريب منه: من الحلو. فيمضغ المحنك التمرة، حتى تصير مائعة بحيث تبتلع، ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه؛ ليدخل شيء منها جوفه. ويستحب: أن يكون المحنك من الصالحين، وممن يتبرك به، رجلا كان أو امرأة. فإن لم يكن حاضرا عند المولود: حمل إليه.

                                                                                                                              (ثم قالت أسماء: ثم مسحه، وصلى عليه) أي: دعا له، ومسحه تبركا. ففيه: استحباب الدعاء للمولود عند تحنيكه، ومسحه للتبريك. (وسماه: "عبد الله").

                                                                                                                              [ ص: 170 ] قال النووي : فيه مناقب كثيرة لعبد الله:

                                                                                                                              منها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسح عليه، وبارك عليه، ودعا له. وأول شيء دخل جوفه: ريقه صلى الله عليه وآله وسلم. وأنه: أول من ولد في الإسلام بالمدينة، كما في حديث آخر، عند مسلم .

                                                                                                                              (ثم جاء وهو ابن سبع سنين، أو ثمان: ليبايع رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم. وأمره بذلك: "الزبير". فتبسم رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، حين رآه مقبلا إليه. ثم بايعه). هذه بيعة تبريك وتشريف، لا بيعة تكليف. فإنه دون سن التكليف.




                                                                                                                              الخدمات العلمية