الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عند كسوف الشمس أو القمر يكتفى بالدعاء دون الصلاة ، إذا صلى كسائر الصلوات

                                                                                                                          2838 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ، قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد أن يركع ، ثم ركع حتى لم يكد أن يرفع رأسه ، ثم رفع رأسه ، فجعل يتضرع ويبكي ، ويقول : رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ، ألم تعدني أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انجلت الشمس ، فقام ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، فإذا انكسفا ، فافزعوا إلى ذكر الله . ثم قال : لقد عرضت علي الجنة [ ص: 80 ] حتى لو شئت لتعاطيت قطفا من قطوفها ، وعرضت علي النار ، حتى جعلت أتقيها حتى خشيت أن تغشاكم ، فجعلت أقول : ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ، رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرونك ، قال : فرأيت فيها الحميرية السوداء صاحبة الهرة ، كانت حبستها فلم تطعمها ولم تسقها ، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض ، فرأيتها كلما أدبرت نهشت في النار ، ورأيت فيها صاحب بدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخا دعدع ، يدفع في النار بقضيبين ذي شعبتين ، ورأيت صاحب المحجن ، فرأيته في النار على محجنه متوكئا .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية