الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون [29]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الفراء : أي مختلفون . قال محمد بن يزيد : أي متعاسرون ، من شكس يشكس فهو شكس مثل عسر يعسر عسرا فهو عسر . ورجلا سلما لرجل هذه قراءة أهل المدينة وأهل الكوفة ، وقرأ ابن عباس والحسن ومجاهد والجحدري وأبو عمرو وابن كثير (ورجلا سالما ) فسرها ابن عباس قال : خالصا . قال أبو جعفر : ومال أبو عبيد إلى هذه القراءة قال : لأن السالم ضد المشرك ، والسلم ضد الحرب ولا معنى للمحارب ههنا . قال أبو جعفر : وهذا الاحتجاج لا يلزم لأن الحرف إذا كان له معنيان لم يحمل إلا على أولاهما فهذا وإن كان السلم ضد الحرب فله موضع آخر ، كما يقال : كان لك في هذا .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 11 ] المنزل شركاء فصار سلما لك ويلزمه أيضا في سالم ما لزمه في غيره ، لأنه يقال : شيء سالم لا عاهة به . والقراءتان حسنتان قد قرأ بهما الأئمة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية