الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قتل الإنسان الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله : قتل الإنسان ما أكفره قال : نزلت [ ص: 246 ] في عتبة بن أبي لهب حين قال : كفرت برب النجم إذا هوى فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه الأسد بطريق الشام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : ما كان في القرآن قتل الإنسان إنما عني به الكافر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ما أكفره قال : ما أشد كفره وفي قوله : خلقه فقدره قال : نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم كذا ثم كذا ثم انتهى خلقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة في قوله : خلقه فقدره قال : قدره في رحم أمه كيف شاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : ثم السبيل يسره يعني بذلك خروجه من بطن أمه يسره له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ثم السبيل يسره قال : خروجه من الرحم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن قتادة ثم السبيل يسره قال : خروجه من بطن أمه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 247 ] وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح ثم السبيل يسره قال : خروجه من الرحم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله : ثم السبيل يسره قال : هو كقوله : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا الشقاء والسعادة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي قال : قرأت في التوراة أو قال في صحف إبراهيم فوجدت فيها : يقول الله تعالى يا بن آدم ما أنصفتني خلقتك ولم تك شيئا وجعلتك بشرا سويا خلقتك من سلالة من طين ثم جعلتك نطفة في قرار مكين ثم خلقت النطفة علقة فخلقت العلقة مضغة

                                                                                                                                                                                                                                      فخلقت المضغة عظاما فكسوت العظام لحما ثم أنشأتك خلقا آخر، يا بن آدم هل يقدر على ذلك غيري ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتبرم بك ولا تتأذى ثم أوحيت إلى الأمعاء أن اتسعي وإلى الجوارح أن تفرقي فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك من بطن أمك فاستخلصك على ريشة من جناحه فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف ليس لك سن [ ص: 248 ] يقطع ولا ضرس يطحن فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر لك لبنا باردا في الصيف حارا في الشتاء واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة وفي قلب أبيك التحنن فهما يكدان ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينوماك، ابن آدم : أنا فعلت ذلك بك لا لشيء استأهلته به مني أو لحاجة استعنت على قضائها، ابن آدم فلما قطع سنك وطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في أوانها فلما أن عرفت أني ربك عصيتني فالآن إذ عصيتني فادعني فإني قريب مجيب وادعني فإني غفور رحيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد في قوله : لما يقض ما أمره قال : لا يقضي أحد أبدا كل ما افترض عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية