الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ؛ [ ص: 404 ] أي: فعلنا في الوحي إليك كما فعلنا بالرسل من قبلك؛ وموضع " كذلك " : نصب؛ بقوله: " أوحينا " ؛ ومعنى " روحا من أمرنا " : ما نحيي به الخلق من أمرنا؛ أي: ما يهتدى به؛ فيكون حيا؛ وقوله: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا ؛ ولم يقل: " جعلناهما " ؛ لأن المعنى: " ولكن جعلنا الكتاب نورا " ؛ وهو دليل على الإيمان؛ وقوله: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ؛ ويقرأ: " وإنك لتهدى " ؛ فمن قرأ: " لتهدي " ؛ فالمعنى: " تهدي بما أوحينا إليك إلى صراط مستقيم " ؛ ويجوز أن يكون " لتهدى " ؛ مخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته؛ فيكون المعنى: " وإنك وأمتك لتهدون إلى صراط مستقيم " ؛ كما قال: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ؛ فهو بمنزلة: " يا أيها الناس المؤمنون إذا طلقتم النساء " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية