الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                [ ص: 78 ] فصل ) :

                                                                                                                                وأما بيان ما يبطل به عقد الشركة .

                                                                                                                                فما يبطل به نوعان : ( أحدهما ) : يعم الشركات كلها ( والثاني ) : يخص البعض دون البعض ، أما الذي يعم الكل فأنواع : ( منها ) الفسخ من أحد الشريكين ; لأنه عقد جائز غير لازم ، فكان محتملا للفسخ ، فإذا فسخه أحدهما عند وجود شرط الفسخ ينفسخ ، ( ومنها ) موت أحدهما أيهما مات انفسخت الشركة لبطلان الملك وأهلية التصرف بالموت ، سواء علم بموت صاحبه أو لم يعلم ; لأن كل واحد منهما وكيل صاحبه ، وموت الموكل يكون عزلا للوكيل علم به أو لم يعلم ; لأنه عزل حكمي ، فلا يقف على العلم ( ومنها ) ردة أحدهما مع اللحاق بدار الحرب بمنزلة الموت ، ( ومنها ) جنونه جنونا مطبقا ; لأن به يخرج الوكيل عن الوكالة ، وجميع ما يخرج به الوكيل عن الوكالة يبطل به عقد الشركة ; لأن الشركة تتضمن الوكالة على نحو ما فصلنا في كتاب الوكالة .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية