nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=30539_30532_29004_19059إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=65خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا .
هذا حظ الكافرين من وعيد الساعة ، وهذه لعنة الآخرة قفيت بها لعنة الدنيا في قوله ( ملعونين ) ، ولذلك عطف عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64وأعد لهم سعيرا فكانت لعنة الدنيا مقترنة بالأخذ والتقتيل ولعنة الآخرة مقترنة بالسعير .
والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا لأن جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62ولن تجد لسنة الله تبديلا تثير في نفوس السامعين السؤال عن الاقتصار على لعنهم وتقتيلهم في الدنيا ، وهل ذلك منتهى ما عوقبوا به أو لهم من ورائه عذاب ؟ فكان قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64إن الله لعن الكافرين إلخ جوابا عن ذلك .
وحرف التوكيد للاهتمام بالخبر أو منظور به إلى السامعين من الكافرين .
والتعريف في الكافرين يحتمل أن يكون للعهد ، أي الكافرين الذين كانوا شاقوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآذوه وأرجفوا في
المدينة وهم المنافقون ومن ناصرهم من
[ ص: 115 ] المشركين في وقعة الأحزاب ومن
اليهود . ويحتمل أن يكون التعريف للاستغراق ، أي كل كافر .
وعلى الوجهين فصيغة المضي في فعل ( لعن ) مستعملة في تحقيق الوقوع شبه المحقق حصوله بالفعل الذي حصل فاستعير له صيغة الماضي مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله لأن اللعن إنما يقع في الآخرة وهو مستقبل . وأما حالهم في الدنيا فمثل أحوال المخلوقات يتمتعون برحمة الله في الدنيا من حياة ورزق وملاذ كما هو صريح الآيات والأخبار النبوية قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197متاع قليل .
وقد يكون في ظاهر الآية متمسك للشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أبي الحسن الأشعري لقوله بانتفاء نعمة الله عن الكافرين خلافا
للماتريدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12604والقاضي أبي بكر الباقلاني والمعتزلة ولكنه متمسك ضعيف ; لأن التحقيق أن الخلاف بينه وبينهم خلاف لفظي يرجع إلى أن حقيقة النعمة ترجع إلى ما لا يعقب ألما .
والسعير : النار الشديدة الإيقاد . وهو فعيل بمعنى مفعول ، أي مسعورة .
وأعيد الضمير على السعير في قوله ( خالدين فيها ) مؤنثا لأن سعيرا من صفات النار والنار مؤنثة في الاستعمال .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=65لا يجدون وليا ولا نصيرا حال من ضمير ( خالدين ) أي خالدين في حالة انتفاء الولي والنصير عنهم فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64nindex.php?page=treesubj&link=30539_30532_29004_19059إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=65خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا .
هَذَا حَظُّ الْكَافِرِينَ مِنْ وَعِيدِ السَّاعَةِ ، وَهَذِهِ لَعْنَةُ الْآخِرَةِ قُفِّيَتْ بِهَا لَعْنَةُ الدُّنْيَا فِي قَوْلِهِ ( مَلْعُونِينَ ) ، وَلِذَلِكَ عَطَفَ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا فَكَانَتْ لَعْنَةُ الدُّنْيَا مُقْتَرِنَةً بِالْأَخْذِ وَالتَّقْتِيلِ وَلَعْنَةُ الْآخِرَةِ مُقْتَرِنَةً بِالسَّعِيرِ .
وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنَافًا بَيَانِيًّا لِأَنَّ جُمْلَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=60ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا تُثِيرُ فِي نُفُوسِ السَّامِعِينَ السُّؤَالَ عَنِ الِاقْتِصَارِ عَلَى لَعْنِهِمْ وَتَقْتِيلِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، وَهَلْ ذَلِكَ مُنْتَهَى مَا عُوقِبُوا بِهِ أَوْ لَهُمْ مِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ ؟ فَكَانَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=64إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ إِلَخْ جَوَابًا عَنْ ذَلِكَ .
وَحَرْفُ التَّوْكِيدِ لِلِاهْتِمَامِ بِالْخَبَرِ أَوْ مَنْظُورٍ بِهِ إِلَى السَّامِعِينَ مِنَ الْكَافِرِينَ .
وَالتَّعْرِيفُ فِي الْكَافِرِينَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِلْعَهْدِ ، أَيِ الْكَافِرِينَ الَّذِينَ كَانُوا شَاقُّوا الرَّسُولَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَآذَوْهُ وَأَرْجَفُوا فِي
الْمَدِينَةِ وَهُمُ الْمُنَافِقُونَ وَمَنْ نَاصَرَهُمْ مِنَ
[ ص: 115 ] الْمُشْرِكِينَ فِي وَقْعَةِ الْأَحْزَابِ وَمِنَ
الْيَهُودِ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّعْرِيفُ لِلِاسْتِغْرَاقِ ، أَيْ كُلَّ كَافِرٍ .
وَعَلَى الْوَجْهَيْنِ فَصِيغَةُ الْمُضِيِّ فِي فِعْلِ ( لَعَنَ ) مُسْتَعْمَلَةٌ فِي تَحْقِيقِ الْوُقُوعِ شِبْهِ الْمُحَقَّقِ حُصُولُهُ بِالْفِعْلِ الَّذِي حَصَلَ فَاسْتُعِيرَ لَهُ صِيغَةُ الْمَاضِي مَثَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ لِأَنَّ اللَّعْنَ إِنَّمَا يَقَعُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ مُسْتَقْبَلٌ . وَأَمَّا حَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا فَمِثْلُ أَحْوَالِ الْمَخْلُوقَاتِ يَتَمَتَّعُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَيَاةٍ وَرِزْقٍ وَمَلَاذٍ كَمَا هُوَ صَرِيحُ الْآيَاتِ وَالْأَخْبَارِ النَّبَوِيَّةِ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=197مَتَاعٌ قَلِيلٌ .
وَقَدْ يَكُونُ فِي ظَاهِرِ الْآيَةِ مُتَمَسَّكٌ لِلشَّيْخِ
nindex.php?page=showalam&ids=13711أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ لِقَوْلِهِ بِانْتِفَاءِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَنِ الْكَافِرِينَ خِلَافًا
لِلْمَاتُرِيدِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12604وَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْبَاقِلَّانِيِّ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَلَكِنَّهُ مُتَمَسَّكٌ ضَعِيفٌ ; لِأَنَّ التَّحْقِيقَ أَنَّ الْخِلَافَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ خِلَافٌ لَفْظِيٌّ يَرْجِعُ إِلَى أَنَّ حَقِيقَةَ النِّعْمَةِ تَرْجِعُ إِلَى مَا لَا يُعْقِبُ أَلَمًا .
وَالسَّعِيرُ : النَّارُ الشَّدِيدَةُ الْإِيقَادِ . وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ ، أَيْ مَسْعُورَةٌ .
وَأُعِيدَ الضَّمِيرُ عَلَى السَّعِيرِ فِي قَوْلِهِ ( خَالِدِينَ فِيهَا ) مُؤَنَّثًا لِأَنَّ سَعِيرًا مِنْ صِفَاتِ النَّارِ وَالنَّارُ مُؤَنَّثَةٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=65لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ ( خَالِدِينَ ) أَيْ خَالِدِينَ فِي حَالَةِ انْتِفَاءِ الْوَلِيِّ وَالنَّصِيرِ عَنْهُمْ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يَنْصُرُونَ .