الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5372 ] قال (تعالى): وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين ؛ " أزلفت " ؛ أي: قربت إلى الزلفة وهي الحظوة الحسنة؛ فمعنى وأزلفت الجنة ؛ أي: قربوا إلى موضع حظوتهم وجزائهم على الحسنى حسنى مثلها؛ أو أكبر منها؛ وقوله (تعالى): للمتقين ؛ أي: للذين عرفوا الله (تعالى) واتقوه وخافوا عذابه؛ ورجوا رحمته؛ وهذه الجنة هي جزاؤهم جزاء موفورا.

                                                          وإذا كان هذا جزاء المؤمنين قد قرب إليهم زلفة وحظوة؛ فقد برزت الجحيم؛ وهي نار الله الموقدة للكافرين؛ ولذا قال - عز من قائل -: وبرزت الجحيم للغاوين ؛ أي: ظهرت واضحة؛ لأن " برزت " ؛ معناها: ظهرت وقربت منهم؛ والتفعيل مبالغة في الظهور؛ أي: رأوا الجحيم رأي العيان؛ فعلموا مآلهم ونهايتهم بالعيان؛ و " الغاوون " ؛ هم الضالون الكافرون.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية