الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أن تقول نفس [56]

                                                                                                                                                                                                                                        في موضع نصب أي كراهة أن تقول ، وعند الكوفيين بمعنى لئلا تقول نفس يا حسرتا والأصل يا حسرتي أي يا ندمي ، فأبدل من الياء ألفا لأنها أخف فالفائدة في نداء الحسرة أن في ذلك معنى أنها لازمة موجودة فهذا أبلغ من الخبر . وأجاز الفراء في الوصل : يا حسرتاه على كذا : ويا حسرتاه على كذا ، وذكر هذا القول في الآية وشبهه بالندبة . وإثبات الهاء في الوصل خطأ عند جميع النحويين غيره ، وليس هذا موضع ندبة ولا في السواد هاء ولا قرأ به أحد على ما فرطت في جنب الله قال الضحاك : أي في ذكر الله قال : يعني القرآن والعمل به . وفي حديث ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما جلس رجل مجلسا ولا مشى مشيا ولا اضطجع مضطجعا لم يذكر الله جل وعز فيه إلا كانت عليه ترة يوم القيامة) .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 18 ] أي حسرة قال إبراهيم التيمي : من الحسرات يوم القيامة أن يرى الرجل ماله الذي آتاه الله إياه يوم القيامة في ميزان غيره قد ورثه فعمل فيه بالحق ، وكان له أجره ، وعلى الآخر وزره . ومن الحسرات أن يرى الرجل عبده الذي خوله الله إياه جل وعز في الدنيا أقرب منزلة من الله جل وعز ، أو يرى رجلا يعرفه أعمى في الدنيا قد أبصر يوم القيامة وعمي هو . وإن كنت لمن الساخرين قال أبو إسحاق : أي ما كنت إلا من المستهزئين .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية