الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه

                                                                                                                                                                                                                                      فيه النهي عن تحريك لسانه - صلى الله عليه وسلم - ، وبيان أن الله تعالى عليه جمعه وقرآنه ، وهذا يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لشدة حرصه على استيعاب ما يوحى إليه ، يحرك لسانه عند الوحي فنهي عن ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد بين تعالى مدى هذا النهي ومدة هذه العجلة في قوله تعالى ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه [ 20 \ 114 ] ، وفيه الإيماء إلى حسن الاستماع والإصغاء عند الإيحاء به ، كما في آداب الاستماع : فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون [ 7 \ 204 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن علينا جمعه وقرآنه [ 75 \ 17 ] ، قد بين تعالى أن جمعه وقراءته عليه في قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ 15 \ 9 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      تنبيه .

                                                                                                                                                                                                                                      إن في قوله تعالى : إن علينا جمعه وقرآنه فيه إشارة إلى أنه نزل مفرقا ، وإشارة إلى أن جمعه على هذا النحو الموجود برعاية وعناية من الله تعالى وتحقيقا ; لقوله تعالى إن علينا جمعه وقرآنه ، ويشهد لذلك أن هذا الجمع الموجود من وسائل حفظه ، كما تعهد تعالى بذلك . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 375 ] وقال أبو حيان : إن علينا جمعه في صدرك . " وقرآنه " ، أي : تقرؤه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية