الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وأعلم قلة الدنيا عنده - عز وجل -؛ فقال: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ؛ ويقرأ: " سقفا من فضة " ؛ ويجوز: " سقفا " ؛ بسكون القاف؛ وضم السين؛ فمن قال: " سقفا " ؛ و " سقفا " ؛ فهو جمع " سقف " ؛ كما قيل: " رهن " ؛ و " رهن " ؛ و " رهن " ؛ ومن قال: " سقفا " ؛ فهو واحد يدل على الجمع؛ المعنى: " جعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضة " . [ ص: 411 ] وقوله: ومعارج عليها يظهرون ؛ " معارج " : درج؛ واحدها " معرج " ؛ المعنى: " وجعلنا معارج من فضة؛ وكذلك: أبوابا وسررا عليها يتكئون ؛ أي: أبوابا من فضة؛ وسررا من فضة؛ وزخرفا ؛ " الزخرف " ؛ جاء في التفسير أنه ههنا الذهب؛ إلا زيد بن أسلم؛ فإنه قال: هو متاع البيت؛ و " الزخرف " ؛ في اللغة: الزينة؛ وكمال الشيء فيها؛ ودليل ذلك قوله: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ؛ أي: كمالها؛ وتمامها؛ وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ؛ معناه: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا؛ ويقرأ: " لما متاع " ؛ و " ما " ؛ ههنا؛ لغو؛ المعنى: " لمتاع " . وقوله: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ؛ أي: لولا أن تميل بهم الدنيا؛ فيصير الخلق كفارا؛ لأعطى الله الكافر في الدنيا غاية ما يتمنى فيها؛ لقلتها عنده؛ ولكنه - عز وجل - لم يفعل ذلك؛ لعلمه بأن الغالب على الخلق حب العاجلة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية