الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : وهي على ثلاث درجات : الدرجة الأولى : درجة الإياس . وهو إياس العبد عن مقاومات الأحكام . ليقعد عن منازعة الأقسام ، ليتخلص من قحة الإقدام .

يعني أن الواثق بالله لاعتقاده : أن الله تعالى إذا حكم بحكم وقضى أمرا . فلا مرد لقضائه . ولا معقب لحكمه . فمن حكم الله له بحكم ، وقسم له بنصيب من الرزق ، أو الطاعة أو الحال ، أو العلم أو غيره : فلا بد من حصوله له . ومن لم يقسم له ذلك : فلا سبيل له إليه البتة . كما لا سبيل له إلى الطيران إلى السماء ، وحمل الجبال - فبهذا القدر يقعد عن منازعة الأقسام . فما كان له منها فسوف يأتيه على ضعفه ، وما لم يكن له منها فلن يناله بقوته .

والفرق بين قوله : مقاومة الأحكام ومنازعة الأقسام ، أن مقاومة الأحكام : أن تتعلق إرادته بعين ما في حكم الله وقضائه . فإذا تعلقت إرادته بذلك جاذب الخلق الأقسام ونازعهم فيها .

وقوله : يتخلص من قحة الإقدام ؛ أي يتخلص بالثقة بالله من هذه القحة والجرأة على إقدامه على ما لم يحكم له به ولا قسم له . والله سبحانه أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية