الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 43 ] وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم أي: لا مغيث لهم، أو لا مستغيث منهم، أو لا استغاثة، وذلك لأن الصريخ يكون المغيث والمستغيث وهو الصارخ. ومصدرا للثلاثي [ ص: 5009 ] كالصراخ، يتجوز به عن الإغاثة; لأن المغيث ينادي من يستغيث به ويصرخ له، ويقول: جاءك العون والنصر. أنشد المبرد في أول الكامل:


                                                                                                                                                                                                                                      كنا إذا ما أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب



                                                                                                                                                                                                                                      أي إذا أتانا مستغيث، كانت إغاثته الجد في نصرته.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا هم ينقذون أي: ينجون من الموت به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية