الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5395 ] فعقروها ؛ أي: نحروها؛ وذلك لوسوسة الشيطان لهم; ولأن النفس تحاول معرفة الغريب من الأشياء؛ وهي مولعة بالغريب من الأمور؛ ولقد كان وجودها بينهم - فوق أنها دلالة النبوة؛ ومعجزة النبي - مثيرا لاستغرابهم؛ وحثهم على الضبط؛ فلما عقروها؛ وقدروا خواصها؛ فأصبحوا نادمين ؛ على فعلتهم؛ لما فاتهم من خيرها؛ ولأنهم رأوا خواصها؛ ولأنهم توقعوا العقاب الأليم بعدها؛ ولذا قال (تعالى) - فيهم -: فأصبحوا نادمين ؛ أي أن الندم استغرقهم؛ وصار حالا دائمة لهم.

                                                          والعاقر بلا ريب بعضهم؛ ولكنه برضاهم; لأنهم لم ينهوه؛ فنسب الفعل إليهم؛ لأنهم لم يتناهوا عن هذا المنكر الذي نبهوا بالنهي عنه تنبيها شديدا؛ وأنذروا بعذاب يوم عظيم.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية