الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
مسألة

في النهي عن ذكر لفظ الحكاية عن الله - تعالى ، ووجوب تجنب إطلاق الزائد على بعض الحروف الواردة في القرآن .

وكثيرا ما يقع في كتب التفسير " حكى الله - تعالى " وهذا ينبغي تجنبه .

قال الإمام أبو نصر القشيري في كتابه " المرشد " : قال معظم أئمتنا : لا يقال : " كلام الله يحكى " ، ولا يقال : " حكى الله " لأن الحكاية الإتيان بمثل الشيء ، وليس بكلامه مثل . وتساهل قوم ، فأطلقوا لفظ الحكاية بمعنى الإخبار ، وكثيرا ما يقع في كلامهم إطلاق الزائد على بعض الحروف ، كـ " ما " في نحو : فبما رحمة من الله ( آل عمران : 159 ) والكاف في نحو : ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) ونحوه .

والذي عليه المحققون تجنب هذا اللفظ في القرآن ، إذ الزائد ما لا معنى له . وكلام الله منزه عن ذلك .

وممن نص على منع ذلك من المتقدمين الإمام داود الظاهري ، فذكر أبو عبد الله [ ص: 318 ] أحمد بن يحيى بن سعيد الداودي في الكتاب " المرشد " له في أصول الفقه على مذهب داود الظاهري .

وروى بعض أصحابنا عن أبي سليمان أنه كان يقول : ليس في القرآن صلة بوجه . وذكر أبو بكر محمد بن داود وغيره من أصحابنا مثل ذلك ، والذي عليه أكثر النحويين خلاف هذا ، ثم حكى عن أبي داود مثله ، يزعم الصلة فيها كقوله - تعالى - : مثلا ما بعوضة ( البقرة : 26 ) وقال : إن " ما " هاهنا للتعليل ، مثل : أحبب حبيبك هونا ما .

التالي السابق


الخدمات العلمية