الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وقد أجابه الله (تعالى) إلى دعائه فقال: فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ؛ فنجاه الله (تعالى) من أثر هذه الجريمة الفاجرة؛ وعقوبتها الصارمة؛ هو وأهله أجمعين إلا امرأة عجوزا كانت في الغابرين؛ وهي امرأة لوط؛ فقد كانت فيها ممالأة لهم؛ ثم دمرنا الآخرين ؛ أي: الذين ردغوا في حمأة الرذيلة؛ وقد أمطر الله عليهم مطرا من الحجارة؛ فساء؛ أي: ما أسوأ من هؤلاء المنذرين؛ وقد ذكر - سبحانه - العقاب تفصيلا في سورة هود؛ فقال - عز من قائل - في لقاء الملائكة؛ وأعقابه -: ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت [ ص: 5400 ] منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية