الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      الرخصة في ترك ذلك

                                                                                                      18 أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنبأنا عيسى بن يونس قال أنبأنا الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت عنه فدعاني وكنت عند عقبيه حتى فرغ ثم توضأ ومسح على خفيه

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      18 ( عن حذيفة قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما ) السباطة بضم السين المهملة وتخفيف الموحدة قال في النهاية هي الموضع الذي يرمى فيه التراب والأوساخ وما يكنس من المنازل وقيل هي الكناسة نفسها ، وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا ملك ؛ لأنها كانت مواتا مباحة ، وأما سبب بوله صلى الله عليه وسلم قائما ، فروي أنه كان به صلى الله عليه وسلم وجع الصلب إذ ذاك ، قال القاضي حسين في تعليقه [ ص: 20 ] وصار هذا عادة لأهل هراة يبولون قياما في كل سنة مرة إحياء لتلك السنة ، وقول ثان روى البيهقي وغيره أنه صلى الله عليه وسلم بال قائما لعلة بمأبضه والمأبض بهمزة ساكنة بعد الميم ثم باء موحدة باطن الركبة ، قال الحافظ ابن حجر لو صح لكان فيه غنى عن كل ما ذكر ، لكن ضعفه الدارقطني والبيهقي وقول ثالث أنه لم يجد مكانا يصلح للقعود فاضطر إلى القيام ؛ لكون الطرف الذي يليه من السباطة كان عاليا مرتفعا ، وذكر الماوردي وعياض وجها رابعا أنه بال قائما لكونها حالة يؤمن فيها خروج الحدث من السبيل الآخر بخلاف القعود ، وذكر النووي وجها خامسا أنه فعله لبيان الجواز في هذه المرة ، ورجحه ابن حجر وذكر المنذري وجها سادسا أنه لعله كان فيها نجاسات رطبة ، وهي رخوة ، فخشي أن تتطاير عليه ، قال ابن سيد الناس في شرح الترمذي كذا قال ، ولعل القائم أجدر بهذه الخشية من القاعد قلت مع أنه يؤول إلى الوجه الثالث ، وذهب أبو عوانة وابن شاهين إلى أنه منسوخ




                                                                                                      الخدمات العلمية