الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلما ولدت امرأة عمران مريم قالت: رب إني وضعتها أنثى ؛ وليست الأنثى مما يصلح للنذر؛ فجعل الله - عز وجل - من الآيات في مريم - لما أراده الله من أمر عيسى - أن جعلها متقبلة في النذر؛ فقال - عز وجل -: فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ؛ الأصل في العربية: " بتقبل حسن " ؛ ولكن " قبول " ؛ محمول على قوله: " قبلها قبولا حسنا " ؛ يقال: " قبلت الشيء قبولا حسنا " ؛ ويجوز " قبولا " ؛ إذا رضيته؛ و " قبلت الريح قبولا " ؛ و " هي تقبل " ؛ و " قبلت بالرجل أقبل قبالة " ؛ أي: كفلت به؛ وقد روي " قبلت بالرجل " ؛ في معنى " كفلت به " ؛ على مثال " فعلت " ؛ ويقال: سقى فلان إبله قبلا؛ أي: صب الماء في الحوض؛ وهي تشرب منه؛ فأصابها؛ وكل ما عاينت قلت فيه: " أتاني قبلا " ؛ أي: معاينة؛ وكل ما استقبلك فهو " قبل " ؛ بالفتح؛ وتقول: " لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل؛ وقبل " ؛ المعنى: قبل إلى عشر مما نشاهده من هذه الأيام؛ ومعنى " قبل " ؛ عشر نستقبلها؛ ويقال: " قبلت العين؛ تقبل؛ قبلا " ؛ إذا أقبل النظر على الأنف؛ وقوله - عز وجل -: أو يأتيهم العذاب قبلا ؛ وقبلا؛ وقبلا؛ كله جائز؛ فمن قرأ: " قبلا " ؛ فهو جمع " قبيل " ؛ و " قبل " ؛ مثل " رغيف " ؛ [ ص: 402 ] و " رغف " ؛ المعنى: أو يأتيها العذاب ضروبا؛ ومن قرأ: " قبلا " ؛ بالكسر؛ فالمعنى: أو يأتيهم العذاب معاينة؛ ومن قرأ: " قبلا " ؛ بالفتح؛ فالمعنى: أو يأتيهم العذاب مقابلا؛ و " القبلة " : جمع " قبل " ؛ شبيهة ب " الفلكة " ؛ أي: بفلكة المغزل؛ تكون في القلادة.

                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى: وأنبتها نباتا حسنا أي: جعل نشوءها نشوءا حسنا؛ وجاء " نباتا " ؛ على غير لفظ " أنبت " ؛ على معنى " نبت نباتا حسنا " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية