الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب هل يسهم للعبد

                                                                                                          1557 حدثنا قتيبة حدثنا بشر بن المفضل عن محمد بن زيد عن عمير مولى آبي اللحم قال شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلموه أني مملوك قال فأمر بي فقلدت السيف فإذا أنا أجره فأمر لي بشيء من خرثي المتاع وعرضت عليه رقية كنت أرقي بها المجانين فأمرني بطرح بعضها وحبس بعضها وفي الباب عن ابن عباس وهذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم لا يسهم للمملوك ولكن يرضخ له بشيء وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحق

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عمير ) بالتصغير قال في التقريب : عمير مولى آبي اللحم الغفاري صحابي شهد خيبر ( مولى آبي اللحم ) هو اسم فاعل من أبى يأبى ، قال أبو داود : قال أبو عبيدة : كان حرم اللحم على نفسه فسمي آبي اللحم ( مع سادتي ) جمع سيد ( فكلموا في ) بتشديد الياء ( وكلموه أني مملوك ) قال الطيبي : عطف على قوله ، فكلموا في ، أي كلموا في حقي وشأني أولا بما هو مدح لي ، ثم أتبعوه بقولهم إني مملوك انتهى ( فقلدت السيف ) بصيغة الماضي المجهول من التقليد ، قال في المجمع : أي أمرني أن أحمل السلاح وأكون مع المجاهدين لأتعلم المحاربة : فإذا أنا أجره ، أي أجر السيف على الأرض من قصر قامتي لصغر سني ( فأمر لي بشيء من خرثي المتاع ) بالخاء المعجمة المضمومة ، وسكون الراء المهملة بعدها مثلثة ، وهو سقطه في النهاية هو أثاث البيت ، قال [ ص: 142 ] في القاموس : الخرثي بالضم أثاث البيت أو أردأ المتاع والغنائم ( وعرضت عليه رقية كنت أرقي بها المجانين فأمرني بطرح بعضها وحبس بعضها ) أي بإسقاط بعض كلماتها التي تخالف القرآن والسنة : وإبقاء بعضها التي ليست كذلك ، وفيه دليل على جوازالرقية من غير القرآن والسنة بشرط أن تكون خالية عن كلمات شركية وعما منعت عنه الشريعة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عباس رضي الله عنه ) أخرجه أحمد .

                                                                                                          قوله : ( وهذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه .

                                                                                                          قوله : ( والعمل على هذا عند بعض أهل العلم أن لا يسهم للمملوك إلخ ) وهو القول الراجح المعول عليه .




                                                                                                          الخدمات العلمية