الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        النار يعرضون عليها [46]

                                                                                                                                                                                                                                        فيه ستة أوجه تكون النار بدلا من سوء ، ويكون بمعنى هو النار ، وتكون بالابتداء ، وقال الفراء : تكون مرفوعة بالعائد . فهذه [ ص: 35 ] أربعة أوجه وأجاز الفراء النصب لأن بعدها عائدا وقبلها ما تتصل به وأجاز الأخفش : الخفض على البدل من العذاب ، واحتج بعض أهل اللغة في تثبيت عذاب القبر بقوله جل وعز : النار يعرضون عليها غدوا وعشيا قال فهذا في الدنيا . وفي الحديث عن ابن مسعود قال : "أن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار يعرضون على النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم" وفي حديث صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشي ثم تلا النار يعرضون عليها غدوا وعشيا وإن المؤمن إذا مات عرضت روحه على الجنة بالغداة والعشي . قال الفراء : في الغداة والعشي أي بمقادير ذلك في الدنيا . قال أبو جعفر : غدو مصدر جعل ظرفا على السعة ويوم تقوم الساعة نصبت يوما بقوله أدخلوا وقراءة الحسن وأبي الحسن وأبي عمرو وعاصم (ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) تنصب آل فرعون في هذه القراءة على النداء المضاف ومن قرأ أدخلوا آل فرعون نصبهم بوقوع الفعل عليهم "وآل فرعون" من كان على دينه وعلى مذهبه وإذا كان من كان على دينه وعلى مذهبه في أشد العذاب كان هو أقرب إلى ذلك . وروى قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ناجية بن كعب عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن العبد يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ، منهم يحيى [ ص: 36 ] ابن زكريا صلى الله عليهما وسلم ولد مؤمنا وحيي مؤمنا ومات مؤمنا . وإن العبد يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ، منهم فرعون ولد كافرا وحيي كافرا ومات كافرا" .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية