الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ومن سورة الجن إلى سورة النبأ ( واختلفوا ) في : وأنه تعالى وما بعدها إلى قوله وأنا منا المسلمون ذلك اثنتا عشرة همزة ، فقرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص بفتح الهمزة فيهن ، وافقهم أبو جعفر في ثلاثة وأنه تعالى ، وأنه كان يقول ، وأنه كان رجال ، وقرأ الباقون بكسرها في الجميع . واتفقوا على فتح أنه استمع ، وأن المساجد لله [ ص: 392 ] لأنه لا يصح أن يكون من قولهم ، بل هو مما أوحي إليه - صلى الله عليه وسلم - بخلاف الباقي فإنه يصح أن يكون من قولهم ومما أوحي - والله أعلم - .

                                                          ( واختلفوا ) في : أن لن تقول فقرأ يعقوب بفتح القاف والواو مشددة ، وقرأ الباقون بضم القاف ، وإسكان الواو مخففة ، وتقدم " ملئت " لأبي جعفر والأصبهاني في الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : يسلكه فقرأ الكوفيون ويعقوب بالياء ، وانفرد النهرواني بذلك عن هبة الله عن الأصبهاني عن ورش ، وخالفه سائر الرواة عن هبة الله ، فرووه بالنون ، وكذا رواه المطوعي عن الأصبهاني ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : وأنه لما قام فقرأ نافع ، وأبو بكر بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها .

                                                          ( واختلفوا ) في : عليه لبدا ، فروى هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني بضم اللام ، وهو الذي لم يذكر في التيسير غيره ، وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق الحلواني والداجوني معا ، وهو الذي نص عليه الحلواني في كتابه ، ولم يذكر الكامل ، ولا صاحب المستنير ، ولا صاحب المبهج ، ولا أكثر العراقيين ، ولا كثير من المغاربة سواه ، ورواه بكسر اللام الفضل بن شاذان عن الحلواني ، وبه قرأ الداني من طريق ابن عباد عنه ، وقال في الجامع : إن الحلواني ذكره في كتابه ، وكذا رواه النقاش عن الجمال عن الحلواني ، وكذا رواه زيد بن علي عن الداجوني ، وكذا رواه غير واحد عن هشام ، وغيره ، والوجهان صحيحان عن هشام قرأت بهما من طرق المغاربة ، والمشارقة ، وكلاهما في الشاطبية . وبالكسر قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : قل إنما أدعو فقرأ أبو جعفر ، وعاصم ، وحمزة ، قل بغير ألف على الأمر ، وقرأ الباقون بالألف على الخبر .

                                                          ( واختلفوا ) في : ليعلم أن قد ، فروى رويس بضم الياء ، وقرأ الباقون بفتحها .

                                                          ( وفيها ياء إضافة ) ربي أمدا فتحها المدنيان ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وتقدم أو انقص في البقرة ، وتقدم ناشئة في الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : أشد وطئا [ ص: 393 ] فقرأ أبو عمرو ، وابن عامر بكسر الواو ، وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها . وقرأ الباقون بفتح الواو ، وإسكان الطاء من غير مد ، وإذا وقف حمزة نقل حركة الهمزة إلى الطاء فحركها على أصله .

                                                          ( واختلفوا ) في : رب المشرق فقرأ ابن عامر ويعقوب ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وأبو بكر بخفض الباء ، وقرأ الباقون بالرفع ، واتفقوا على فتح النون من فكيف تتقون إلا ما انفرد به أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري الجوخاني عن الأشناني عن عبيد بن الصباح عن حفص بكسر النون ، فخالف سائر الرواة عن أبي الحسن البصري ، وعن الأشنائي عن عبيد ، وعن حفص ، وعن عاصم ، ولكنها رواية أبي بكر محمد بن يزيد بن هارون القطان عن عمرو بن الصباح عن حفص - والله أعلم - .

                                                          وتقدم " ثلثي الليل " لهشام في البقرة عند هزوا .

                                                          ( واختلفوا ) في : ونصفه وثلثه فقرأ ابن كثير ، والكوفيون بنصب الفاء والثاء وضم الهاءين ، وقرأ الباقون بخفض الفاء والثاء وكسر الهاءين .

                                                          ( واختلفوا ) في : والرجز فاهجر فقرأ أبو جعفر ويعقوب ، وحفص بضم راء " الرجز " ، وقرأ الباقون بكسرها ، وتقدم " تسعة عشر " لأبي جعفر في التوبة .

                                                          ( واختلفوا ) في : إذ أدبر فقرأ نافع ويعقوب ، وحمزة ، وخلف ، وحفص إذ بإسكان الذال من غير ألف بعدها . أدبر بهمزة مفتوحة ، وإسكان الدال بعدها ، وقرأ الباقون " إذا " بألف بعد الذال " دبر " بفتح الدال من غير همزة قبلها .

                                                          ( واختلفوا ) في : مستنفرة فقرأ المدنيان ، وابن عامر بفتح الفاء ، وقرأ الباقون بكسرها .

                                                          ( واختلفوا ) في : وما يذكرون فقرأ نافع بالخطاب ، وقرأ الباقون بالغيب ، وتقدم ( لأقسم بيوم القيامة ) لقنبل ، والبزي ، في يونس ، وتقدم أيحسب في الموضعين في البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : فإذا برق البصر فقرأ المدنيان بفتح الراء ، وقرأ الباقون بكسرها .

                                                          ( واختلفوا ) في : يحبون العاجلة ويذرون فقرأهما المدنيان ، والكوفيون بالخطاب ، وانفرد أبو علي العطار بذلك عن النهرواني عن النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان ، وقد نص الأخفش عليهما في كتابه بالغيب ، وبذلك قرأ الباقون فيهما ، وتقدم سكت حفص على من راق [ ص: 394 ] في بابه ، وتقدم إمالة رءوس آي هذه السورة من قوله صلى إلى آخرها في الإمالة ، وتقدم سدى فيها أيضا لأبي بكر مع من أمال .

                                                          ( واختلفوا ) في : مني يمنى فقرأ يعقوب وحفص بالياء على التذكير . واختلف عن هشام ، فروى الشنبوذي عن النقاش عن الأزرق الجمال عن الحلواني كذلك ، وكذا روى هبة الله بن سلامة المفسر عن زيد بن علي عن الداجوني ، وكذا روى الشذائي عن الداجوني عنه . وروى ابن عبدان عن الحلواني بالتاء على التأنيث ، وكذا روى أبو القاسم الزيدي ، وأبو حفص النحوي ، وابن أبي هاشم عن النقاش عن الأزرق الجمال عنه ، وكذا روى ابن مجاهد عن الأزرق المذكور ، وكذا روى الداجوني من باقي طرقه ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : سلاسلا فقرأ المدنيان ، والكسائي ، وأبو بكر ، ورويس من طريق أبي الطيب غلام ابن شنبوذ ، وهشام من طريق الحلواني والشذائي عن الداجوني بالتنوين ، ولم يذكر السعيدي في تبصرته عن رويس خلافه ووقفوا عليه بالألف بدلا منه . وقرأ الباقون وزيد عن الداجوني بغير تنوين ، ووقف منهم بألف أبو عمرو ، وروح من طريق المعدل ، واختلف عن ابن كثير ، وابن ذكوان ، وحفص ، فروى الحمامي عن النقاش عن أبي ربيعة ، وابن الحباب ، كلاهما عن البزي ، وابن شنبوذ عن قنبل ، وغالب العراقيين كأبي العز ، والحافظ أبي العلاء ، وأكثر المغاربة كابن سفيان ، ومكي ، والمهدوي ، وابن بليمة ، وابن شريح ، وابني غلبون ، وصاحب العنوان عن ابن ذكوان ، وأجمع من ذكرت من المغاربة ، والمصريين عن حفص ، كل هؤلاء في الوقف بالألف عن ابن ذكوان عمن ذكرت ، ووقف بغير ألف عنهم كل أصحاب النقاش عن أبي ربيعة عن البزي غير الحمامي ، وابن مجاهد عن قنبل والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان فيما رواه المغاربة والحمامي عن النقاش فيما رواه المشارقة عنه عن الأخفش والعراقيون قاطبة عن حفص . وأطلق الوجهين عنهم في التيسير ، وقال : إنه وقف لحفص من قراءته على أبي الفتح بغير ألف . وكذا عن البزي [ ص: 395 ] ، وابن ذكوان من قراءته على عبد العزيز الفارسي عن النقاشي عن أبي ربيعة والأخفش ، وأطلق الخلاف عنهم أيضا أبو محمد سبط الخياط في مبهجه ، وانفرد بإطلاقه عن يعقوب بكماله . ووقف الباقون بغير ألف ( بلا خلاف ) ، وهم حمزة ، وخلف ، ورويس من غير طريق أبي الطيب ، وروح من غير طريق المعدل ، وزيد عن الداجوني عن هاشم .

                                                          ( واختلفوا ) في : كانت قوارير فقرأه المدنيان ، وابن كثير ، والكسائي ، وخلف ، وأبو بكر بالتنوين بالألف ، وانفرد أبو الفرج والشنبوذي بذلك عن النقاش عن الأزرق ، وعن ابن شنبوذ عن الأزرق الجمال عن الحلواني عن هشام ، وقرأ الباقون بغير تنوين ، وكلهم وقف عليه بألف إلا حمزة ورويسا إلا أن الكارزيني انفرد عن النخاس عن التمار عنه بالألف ، وجميع الناس على خلافه ، واختلف عن روح ، فروى عنه المعدل من جميع طرقه سوى طريق ابن مهران الوقف بألف ، وكذا روى ابن حبشان ، وعلى ذلك سائر المؤلفين ، وروى عنه غلام ابن شنبوذ الوقف بغير ألف ، وانفرد أبو علي العطار عن النهرواني من طريق الداجوني عن هشام والنقاش عن ابن ذكوان بالوقف بغير ألف فخالف سائر الناس .

                                                          ( واختلفوا ) في : قوارير من فضة وهو الثاني ، فقرأ المدنيان ، والكسائي ، وأبو بكر بالتنوين ووقفوا عليه بألف ، وكذلك انفرد الشنبوذي فيه عن النقاش ، وابن شنبوذ من طريق الحلواني عن هشام كما تقدم في الحرف الأول إلا أن الشهرزوري روى هذا الحرف خاصة عن النقاش أيضا ، وكذلك روى صاحب العنوان فيهما عن هشام ، ولعل ذلك من أوهام شيخه الطرسوسي عن السامري عن أصحابه عن الحلواني ، فإن أبا الفتح فارس بن أحمد ، وابن نفيس ، وغيرهما رويا عن السامري في رواية هشام الحرفين بغير تنوين . وقد نص الحلواني عن هشام عليهما بغير تنوين . نعم اختلف عن هشام من طريق الداجوني في الوقف على هذا الثاني ، فروى المغاربة قاطبة عنه بالوقف بالألف ، وروى المشارقة لهشام الوقف بغير ألف ، وكل من لم ينون غير هشام وقف بغير ألف إلا ما انفرد به أبو الفتح عن [ ص: 396 ] الأخفش عن ابن ذكوان من الوقف على الأول بالألف ، ولم يكن من طرق كتابنا ، وقد نص الإمام أبو عبيد على كتابة هذه الأحرف الثلاثة ، أعني : سلاسلا ، و قوارير قوارير بالألف على مصاحف أهل الحجاز والكوفة . قال : ورأيتها في مصحف عثمان بن عفان ، الأولى قوارير بالألف مثبتة ، والثانية كانت بالألف ، فحكت ، ورأيت أثرها بينا هناك .

                                                          ( واختلفوا ) في : عاليهم فقرأ المدنيان ، وحمزة بإسكان الياء وكسر الهاء ، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الهاء .

                                                          ( واختلفوا ) في : خضر فقرأ ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وأبو بكر بالخفض ، وقرأ الباقون بالرفع .

                                                          ( واختلفوا ) في : وإستبرق فقرأ ابن كثير ونافع ، وعاصم بالرفع ، وقرأ الباقون بالخفض .

                                                          ( واختلفوا ) في : وما تشاءون فقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، والحلواني عن هشام من طرق المغاربة ، والداجوني عنه من طرق المشارقة ، والأخفش عن ابن ذكوان إلا من طريق الطبري عن النقاش ، وإلا من طريق أبي عبد الله الكارزيني ، عن أصحابه ، عن ابن الأخرم ، والصوري عنه ، من طريق زيد ، عن الرملي ، عنه - بالغيب . وقرأ الباقون بالخطاب ، وكذلك روى المشارقة عن الحلواني ، والمغاربة عن الداجوني ، كلاهما عن هشام ، وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي عن الداجوني ، وكذا الطبري عن النقاش ، والكارزيني عن أصحابه ، عن ابن الأخرم كلاهما عن الأخفش والصوري إلا من طريق زيد ، كلاهما عن ابن ذكوان ، والوجهان صحيحان عن ابن عامر من روايتي هشام ، وابن ذكوان ، وغيرهما .

                                                          ( واتفقوا ) على الخطاب في ( الذي ) في التكوير لاتصاله بالخطاب ، وتقدم " فالملقيات ذكرا " لخلاد في الإدغام الكبير ، وتقدم " عذرا " لروح في البقرة عند هزوا ، وكذلك تقدم نذرا لأبي عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص .

                                                          ( واختلفوا ) في : أقتت فقرأ أبو عمرو ، وابن وردان بواو مضمومة مبدلة من الهمزة ، واختلف عن ابن جماز ، فروى الهاشمي عن ابن إسماعيل بن جعفر عنه كذلك ، وروى الدوري عنه ، فعنه بالهمزة [ ص: 397 ] ، وكذلك روى قتيبة عنه ، وبذلك قرأ الباقون ، وانفرد ابن مهران عن روح بالواو ، لم يروه غيره ، واختلف في تخفيف القاف عن أبي جعفر ، فروى ابن وردان عنه التخفيف ، وكذلك روى الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز ، وروى الدوري عن إسماعيل عن ابن جماز بالتشديد ، وكذلك روى ابن حبيب والمسجدي عن ابن جماز ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : فقدرنا فقرأ المدنيان ، والكسائي بتشديد الدال ، وقرأ الباقون بتخفيفها .

                                                          ( واختلفوا ) في : انطلقوا إلى ظل ، فروى رويس " انطلقوا " بفتح اللام ، وقرأ الباقون بكسرها .

                                                          ( واختلفوا ) في : جمالة صفر فقرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص جمالة بغير ألف بعد اللام على التوحيد ، وقرأ الباقون بالألف على الجمع .

                                                          ( واختلفوا ) في الجيم منها ، فروى رويس بضم الجيم ، وقرأ الباقون بكسرها ، وتقدم عيون ، و قيل في البقرة .

                                                          ( وفيها ياء زائدة ) فكيدون أثبتها في الحالين يعقوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية