الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وتحرم أجرة وجعالة على ما لا يتعدى نفعه ، كصوم وصلاة خلفه ويجوز الرزق على متعد .

                                                                                                          وفي التذكرة : في غزو لا ، كأخذ الرزق في بناء ونحوه ، ذكره في الخصال والتلخيص ، وذكره في التعليق ، نقل صالح وغيره : لا يعجبني أن يأخذ ما يحج به إلا أن يتبرع .

                                                                                                          وقال شيخنا : المستحب أن يأخذ ليحج ، لا أن يحج ليأخذ ، فمن يحب إبراء ذمة الميت أو رؤية المشاعر يأخذ ليحج ، ومثله كل رزق أخذ على عمل صالح ، فيفرق بين من يقصد الدين ، والدنيا وسيلته ، وعكسه ، والأشبه أن عكسه ليس له في الآخرة من خلاق ، قال : وحجه عن غير ليتفضل ما يوفي دينه الأفضل تركه ، لم يفعله السلف ، ويتوجه فعله لحاجة ، ونقل ابن ماهان فيمن عليه دين وليس له [ ص: 437 ] ما يحج به أيحج عن غيره ليقضي دينه ؟ قال : نعم ، وفي الغنية : إن فرط فيه حتى افتقر فعليه الخروج ببدنه مفلسا ، فإن لم يقدر فعليه أن يتكسب ، فإن لم يقدر فليسأل الناس ، وقيل للقاضي وغيره : أخذ الأجرة لا يخرجه عن القربة ، بدليل الرزق ، فقالوا : الرزق ليس في مقابلة العمل ، بدليل أنه لا يختص بزمن معلوم وأجرة معلومة ، وإنما يأخذه لأن له حقا في بيت المال ، ولهذا يستحقه الغني والفقير [ ولا يختص بزمن معلوم وأجرة معلومة ] وفي الفنون أن بعض أصحابنا قال : عبادات ، فاعتبر لها الإخلاص ، فقال ابن عقيل : لو كانت الأجرة قادحة في الإخلاص ما استحقت الغنائم وسلب القاتل ، وكذا أخذ مؤذنين وقضاة من بيت المال .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية