الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لقد أضلني عن الذكر تعليل لتمنيه المذكور وتوضيح لتعلله، وتصديره باللام القسمية للمبالغة في بيان خطئه وإظهار ندمه وحسرته، أي والله لقد أضلني فلان عن ذكر الله تعالى، أو عن موعظة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو عن كلمة الشهادة، أو عن القرآن بعد إذ جاءني أي وصل إلي وعلمته، أو تمكنت منه، فلا دلالة في الآية على إيمان من أنزلت فيه ثم ارتداده وكان الشيطان للإنسان خذولا مبالغا في الخذلان، وهو ترك المعاونة والنصرة وقت الحاجة ممن يظن فيه ذلك، والجملة اعتراض مقرر لمضمون ما قبله إما من جهته تعالى، أو من تمام كلام الظالم، على أنه سمى خليله شيطانا بعد وصفه بالإضلال الذي هو أخص الأوصاف الشيطانية، أو على أنه أراد بالشيطان إبليس؛ لأنه الذي حمله على مجالسة المضلين ومخالفة الرسول الهادي - عليه الصلاة والسلام - بوسوسته وإغوائه، فإن وصفه بالخذلان يشعر بأنه كان يعده في الدنيا ويمنيه بأن ينفعه في الآخرة وهو أوفق لحال إبليس عليه اللعنة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية