الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 385 ] [سورة الليل]

                                                                                                                                                                                                مكية، وآياتها إحدى وعشرون 2 [نزلت بعد الأعلى]

                                                                                                                                                                                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى

                                                                                                                                                                                                المغشي: إما الشمس من قوله: والليل إذا يغشاها [الشمس: 4]. وإما النهار من قوله: يغشي الليل النهار [الأعراف: 54]. وإما كل شيء يواريه بظلامه من قوله: إذا وقب [الفلق: 3]. تجلى ظهر بزوال ظلمة الليل. أو تبين وتكشف بطلوع الشمس.

                                                                                                                                                                                                وما خلق والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد، وقيل: هما آدم - عليه السلام - وحواء . وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: "والذكر والأنثى". وقرأ ابن مسعود : "والذي خلق الذكر والأنثى". وعن الكسائي : وما خلق الذكر والأنثى بالجر على أنه بدل من محل ما خلق بمعنى: وما خلقه الله، أي: ومخلوق الله الذكر والأنثى. وجاز إضمار اسم الله لأنه معلوم لانفراده بالخلق. إذ لا خالق سواه. وقيل: إن الله لم يخلق خلقا من ذوي الأرواح ليس بذكر ولا أنثى. والخنثى، وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل، معلوم بالذكورة أو الأنوثة; فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق يومه ذكرا ولا أنثى، ولقد لقي خنثى مشكلا: كان حانثا; لأنه في الحقيقة إما ذكرا أو أنثى، وإن كان مشكلا عندنا.

                                                                                                                                                                                                شتى جمع شتيت، أي: إن مساعيكم أشتات مختلفة، وبيان اختلافهما فيما فصل على أثره.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية