الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1696 [ ص: 244 ] 9 - باب : المعتمر إذا طاف طواف العمرة، ثم خرج، هل يجزئه من طواف الوداع؟

                                                                                                                                                                                                                              1788 - حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أفلح بن حميد ، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مهلين بالحج في أشهر الحج، وحرم الحج، فنزلنا سرف، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: " من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل، ومن كان معه هدي فلا". وكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجال من أصحابه ذوي قوة الهدي، فلم تكن لهم عمرة، فدخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: "ما يبكيك". قلت: سمعتك تقول لأصحابك ما قلت، فمنعت العمرة. قال: "وما شأنك؟ ". قلت: لا أصلي. قال: "فلا يضرك، أنت من بنات آدم، كتب عليك ما كتب عليهن، فكوني في حجتك عسى الله أن يرزقكها". قالت: فكنت حتى نفرنا من منى، فنزلنا المحصب، فدعا عبد الرحمن ، فقال: "اخرج بأختك الحرم، فلتهل بعمرة، ثم افرغا من طوافكما، أنتظركما ها هنا". فأتينا في جوف الليل، فقال: "فرغتما؟ ". قلت: نعم. فنادى بالرحيل في أصحابه، فارتحل الناس ومن طاف بالبيت، قبل صلاة الصبح، ثم خرج موجها إلى المدينة. [انظر: 294 - مسلم: 1211 - فتح: 3 \ 612]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث القاسم، عن عائشة قالت: خرجنا مهلين بالحج في أشهر الحج وحرم الحج... إلى قولها: فدعا عبد الرحمن ، فقال: "اخرج بأختك من الحرم، فلتهل بعمرة، ثم افرغا من طوافكما، أنتظركما ها هنا" فأتينا في جوف الليل، فقال: "فرغتما؟" قلت: نعم. فنادى بالرحيل في أصحابه، فارتحل الناس ومن طاف بالبيت قبل صلاة الصبح، ثم خرج موجها إلى المدينة.

                                                                                                                                                                                                                              لا خلاف بين العلماء أن المعتمر إذا طاف وخرج إلى بلده أنه يجزئه من طواف الوداع كما فعلت عائشة، وأما من أقام بمكة بعد عمرته ثم بدا [ ص: 245 ] له أن يخرج منها فيستحبون له طواف الوداع.

                                                                                                                                                                                                                              وقولها فيه: (وكان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجال من أصحابه ذوي قوة الهدي، فلم تكن لهم عمرة) يخالف حديث جابر السالف في باب عمرة التنعيم، وليس مع أحد منهم هدي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلحة، وكان علي قدم من اليمن ومعه هدي.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية