الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 212 ] ذكر الأمر بالاسترجاع لمن أصابته مصيبة وسؤاله الله جل وعلا أن يبدله خيرا منها

                                                                                                                          2949 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ، وأخبرنا ابن خزيمة قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : يزيد : أخبرنا ، وقال إبراهيم : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصابته مصيبة فليقل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم عندك أحتسب مصيبتي ، فأجرني فيها ، وأبدلني بها خيرا منها ، فلما مات أبو سلمة قلتها ، فجعلت كلما بلغت : أبدلني خيرا منها ، قلت في نفسي : ومن خير من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتها ، بعث إليها أبو بكر يخطبها ، فلم تزوجه ، ثم بعث إليها عمر يخطبها ، فلم تزوجه ، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يخطبها عليه قالت : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أني امرأة غيرى ، وأني امرأة مصبية ، وليس أحد من أوليائي شاهدا ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فقال : ارجع إليها ، فقل لها : أما قولك : إني امرأة غيرى ، فأسأل الله أن يذهب غيرتك ، وأما قولك : إني امرأة مصبية ، فتكفين صبيانك ، وأما قولك : إنه ليس أحد من أوليائك شاهدا ، فليس من أوليائك شاهد ولا غائب [ ص: 213 ] يكره ذلك ، فقالت لابنها : يا عمر ، قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزوجه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأتيها ليدخل بها ، فإذا رأته أخذت ابنتها زينب ، فجعلتها في حجرها ، فينقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فعلم بذلك عمار بن ياسر ، وكان أخاها من الرضاعة ، فجاء إليها ، فقال : أين هذه المقبوحة التي قد آذيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأخذها فذهب بها ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل عليها فجعل يضرب ببصره في جوانب البيت ، وقال : ما فعلت زينب ؟ قالت : جاء عمار فأخذها فذهب بها ، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : إني لا أنقصك مما أعطيت فلانة رحاءين ، وجرتين ، ومرفقة حشوها ليف ، وقال : إن سبعت لك سبعت لنسائي .

                                                                                                                          [ ص: 214 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه : لفظ الإسناد لإبراهيم بن الحجاج ، والمتن ليزيد بن هارون .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية