الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 59 ] وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه [26]

                                                                                                                                                                                                                                        وهذا من لغي يلغى ، وهي اللغة الفصيحة ، ويقال : لغى يلغى لأن فيه حرفا من حروف الحلق ، ولغا يلغو ، وعلى هذه اللغة قرأ ابن أبي إسحاق وعيسى (والغوا فيه) بضم الغين . قال محمد بن يزيد : اللغو في كلام العرب ما كان على غير وجهه ، ومنه (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) إنما هو ما يصد عن الخير ويدعو إلى الشر أي هو مما ينبغي أن يطرح ، ولا يعرج عليه كما أن اللغو في الكلام ما لا يفيد معنى . ويروى عن عبد الله بن عباس في معنى والغوا فيه أن أبا جهل هو الذي قال هذا ، قال : فإذا رأيتم محمدا يصلي فصيحوا في وجهه ، وشدوا أصواتكم بما لا يفهم حتى لا يدري ما يقول ، ويروى أنهم إنما فعلوا هذا لما أعجزهم القرآن ، ورأوا من تدبره آمن به لإعجازه بفصاحته وكثرة معانيه وحسنه ونظمه ورصفه فقالوا : إذا سمعتموه يقرأ فخلطوا عليه القراءة بالهزء وما لا يحصل ، وذلك اللغو لعلكم تغلبونه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية