الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إذ قالت امرأت عمران [ 35 ]

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو عبيدة : " إذ " زائدة ، وقال محمد بن يزيد : التقدير : اذكر إذ . قال : وقال أبو إسحاق : المعنى : واصطفى آل عمران إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا منصوب على الحال ، وقيل : هو نعت لمفعول محذوف أي نذرت لك ما في بطني غلاما محررا ، أي يخدم الكنيسة . قال أبو جعفر : القول الأول أولى من جهة التفسير وسياق اللام والإعراب ، فأما التفسير ؛ فروى أبو صالح ، عن ابن عباس قال : حملت امرأة عمران بعدما أسنت ، فنذرت ما في بطنها محررا ، فقال لها عمران : ما [ ص: 370 ] صنعت ويحك ؟ فولدت أنثى ، فقبلها ربها بقبول حسن ، وكان لا يحرر إلا الغلمان ، فتساهم عليها الأحبار بالأقلام التي يكتبون بها الوحي ، فكفلها زكرياء واتخذ لها مرضعا ، فلما شبت جعل لها محرابا لا يرتقى إليه إلا بسلم ، فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في القيظ ، وفاكهة القيظ في الشتاء ، قال : يا مريم أنى لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله . فعند ذلك طمع زكرياء في الولد ، قال : إن الذي يأتيها بهذا قادر على أن يرزقني ولدا . وقال الضحاك : كان أكثر من يجعل خادما للأحبار ينبأ ، فلذلك كان لا يقبل إلا الغلمان ، فهذا التفسير . وسياق الكلام أنها قالت : رب إني وضعتها أنثى أي وليس الأنثى مما يقبل . فقال الله - جل وعز - : فتقبلها ربها بقبول حسن وأما الإعراب ؛ فإن إقامة النعت مقام المنعوت لا يجوز في مواضع ، ويجوز على المجاز في أخرى ، وحذف اللام في مثل هذا لا يستعمل .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية