قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرص على إيمان قوم وقد سبقت لهم من الله الشقاوة ، فنزلت هذه الآية . قال
ابن عباس : يريد
أبا لهب وولده ومن تخلف من عشيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان . وكرر الاستفهام في قوله : " أفأنت " تأكيدا لطول الكلام ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون على ما تقدم . والمعنى : أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه . والكلام شرط وجوابه ، وجيء بالاستفهام ليدل على التوقيف والتقرير . وقال
الفراء : المعنى أفأنت تنقذ من حقت عليه كلمة العذاب . والمعنى واحد . وقيل : إن في الكلام حذفا ، والتقدير : أفمن حق عليه كلمة العذاب ينجو منه ، وما بعده مستأنف . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفمن حق عليه وقال في موضع آخر : " حقت كلمة العذاب " لأن الفعل إذا تقدم ووقع بينه وبين الموصوف به حائل جاز التذكير والتأنيث ، على أن التأنيث هنا ليس بحقيقي ، بل الكلمة في معنى الكلام والقول ، أي : أفمن حق عليه قول العذاب .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْرِصُ عَلَى إِيمَانِ قَوْمٍ وَقَدْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الشَّقَاوَةَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ
أَبَا لَهَبٍ وَوَلَدَهُ وَمَنْ تَخَلَّفَ مِنْ عَشِيرَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الْإِيمَانِ . وَكَرَّرَ الِاسْتِفْهَامَ فِي قَوْلِهِ : " أَفَأَنْتَ " تَأْكِيدًا لِطُولِ الْكَلَامِ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=35أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَالْمَعْنَى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُهُ . وَالْكَلَامُ شَرْطٌ وَجَوَابُهُ ، وَجِيءَ بِالِاسْتِفْهَامِ لِيَدُلَّ عَلَى التَّوْقِيفِ وَالتَّقْرِيرِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ . وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ . وَقِيلَ : إِنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا ، وَالتَّقْدِيرُ : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ يَنْجُو مِنْهُ ، وَمَا بَعْدَهُ مُسْتَأْنَفٌ . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : " حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ " لِأَنَّ الْفِعْلَ إِذَا تَقَدَّمَ وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَوْصُوفِ بِهِ حَائِلٌ جَازَ التَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ ، عَلَى أَنَّ التَّأْنِيثَ هُنَا لَيْسَ بِحَقِيقِيٍّ ، بَلِ الْكَلِمَةُ فِي مَعْنَى الْكَلَامِ وَالْقَوْلِ ، أَيْ : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ قَوْلُ الْعَذَابِ .