الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1708 [ ص: 263 ] 17 - باب : من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة

                                                                                                                                                                                                                              1802 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني حميد، أنه سمع أنسا - رضي الله عنه - يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر، فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها. قال أبو عبد الله: زاد الحارث بن عمير، عن حميد: حركها من حبها.

                                                                                                                                                                                                                              حدثنا قتيبة، حدثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس قال: جدرات. تابعه الحارث بن عمير. [1886 - فتح: 3 \ 620]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أنا محمد بن جعفر : أخبرني حميد، سمع أنسا يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر، فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها. (قال أبو عبد الله) : زاد الحارث بن عمير، عن حميد: حركها من حبها.

                                                                                                                                                                                                                              حدثنا قتيبة، ثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس قال: جدرات. تابعه الحارث بن عمير.

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث من أفراده، نعم في مسلم، عن أنس لما وصف قفوله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر "فانطلقنا حتى أتينا حيدر المدينة هششنا إليها فرفعنا مطينا، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته".

                                                                                                                                                                                                                              وزيادة الحارث أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" من حديث ابن أبي شيبة: ثنا خالد بن مخلد ، ثنا الحارث بن عميرة ومحمد بن جعفر، عن محمد بن جعفر ، عن حميد، عن أنس، فذكره وأخرجها أيضا الترمذي عن علي بن حجر الإسماعيلي جعفر عن حميد [ ص: 264 ] عن أنس وقال: صحيح غريب. واعترض الإسماعيلي على الترجمة فقال: ليس بصحيح؛ إذ يقول: "أسرع بناقته" قلت: لا اعتراض عليه، فأسرع يتعدى بنفسه تارة، وبحرف الجر أخرى، كما نبه عليه صاحب "المحكم" "ودوحات" بالدال والواو والحاء المهملة، وفي رواية المستملي والنسفي والكافة: (درجات) بالدال والراء، قال صاحب "المطالع": يعني: المنازل، والأشبه "جدرات" والدوحات جمع دوحة: وهي الشجرة العظيمة المتسعة، والجمع: دوح، وأدواح جمع الجمع. وقال أبو حنيفة: الدوائح العظام، وكأنه جمع دائحة. وقال ابن سيده: وإن لم يتكلم به، والدوحة: المظلة العظيمة، والدوح بغير هاء: البيت الضخم الكبير من الشجر. وقال ابن الأنباري في "شرح المقامات": يقال: شجرة دوحة إذا كانت عظيمة كثيرة الورق والأغصان.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "أوضع ناقته" سار بها سيرا سهلا سريعا، ذكره ابن فارس، وغيره يقول: أسرع.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (من حبها) أي لأنها وطنه، وفيها أهله، وولده الذين هم أحب الناس إليه، وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان، والحنين إليها.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الأمر بسرعة الرجوع إلى الأهلين عند انقضاء مأربهم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية