الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام بها عن ذكره كالصلوات وسائر العبادات المذكرة للمعبود، والمراد نهيهم عن اللهو بها. وتوجيه النهي إليها للمبالغة ولذا قال: ومن يفعل ذلك أي اللهو بها وهو الشغل. فأولئك هم الخاسرون لأنهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني.

                                                                                                                                                                                                                                        وأنفقوا من ما رزقناكم بعض أموالكم ادخارا للآخرة. من قبل أن يأتي أحدكم الموت أي يرى دلائله فيقول رب لولا أخرتني هلا أمهلتني. إلى أجل قريب أمد غير بعيد. فأصدق فأتصدق.

                                                                                                                                                                                                                                        وأكن من الصالحين بالتدارك، وجزم أكن للعطف على موضع الفاء وما بعده، وقرأ أبو عمرو «وأكون» منصوبا عطفا على «فأصدق» ، وقرئ بالرفع على وأنا أكون فيكون عدة بالصلاح. [ ص: 216 ] ولن يؤخر الله نفسا ولن يمهلها. إذا جاء أجلها آخر عمرها. والله خبير بما تعملون فمجاز عليه، وقرأ أبو بكر بالياء ليوافق ما قبله في الغيبة.

                                                                                                                                                                                                                                        عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة المنافقين برئ من النفاق».

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية