الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون .

قوله تعالى : ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل أي من كل مثل يحتاجون إليه ، مثل قوله تعالى : ما فرطنا في الكتاب من شيء وقيل : أي : ما ذكرناه من [ ص: 225 ] إهلاك الأمم السالفة مثل لهؤلاء .

" لعلهم يتذكرون " : يتعظون . " قرآنا عربيا " نصب على الحال . قال الأخفش : لأن قوله - جل وعز - : " في هذا القرآن " معرفة . وقال علي بن سليمان : " عربيا " نصب على الحال و " قرآنا " توطئة للحال ، كما تقول : مررت بزيد رجلا صالحا ، فقولك صالحا هو المنصوب على الحال . وقال الزجاج : " عربيا " منصوب على الحال و " قرآنا " توكيد .

غير ذي عوج النحاس : أحسن ما قيل فيه قول الضحاك ، قال : غير مختلف . وهو قول ابن عباس ، ذكره الثعلبي . وعن ابن عباس أيضا : غير مخلوق ، ذكره المهدوي وقاله السدي فيما ذكره الثعلبي . وقال عثمان بن عفان : غير متضاد . وقال مجاهد : غير ذي لبس . وقال بكر بن عبد الله المزني : غير ذي لحن . وقيل : غير ذي شك . قال السدي فيما ذكره الماوردي . قال :


وقد أتاك يقين غير ذي عوج من الإله وقول غير مكذوب





" لعلهم يتقون " الكفر والكذب .

التالي السابق


الخدمات العلمية