[ ص: 228 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32أليس في جهنم مثوى للكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فمن أظلم أي لا أحد أظلم
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32ممن كذب على الله فزعم أن له ولدا وشريكا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32وكذب بالصدق إذ جاءه يعني القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32أليس في جهنم استفهام تقرير
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32مثوى للكافرين أي مقام للجاحدين ، وهو مشتق من ثوى بالمكان إذا أقام به يثوي ثواء وثويا مثل مضى مضاء ومضيا ، ولو كان من أثوى لكان مثوى . وهذا يدل على أن ثوى هي اللغة الفصيحة . وحكى
أبو عبيد أثوى ، وأنشد قول
الأعشى :
أثوى وقصر ليلة ليزودا ومضى وأخلف من قتيلة موعدا
nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي لا يعرف إلا ثوى ، ويروي البيت : ( أثوى ) على الاستفهام . وأثويت غيري يتعدى ولا يتعدى .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33والذي جاء بالصدق في موضع رفع بالابتداء ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33أولئك هم المتقون واختلف في الذي جاء بالصدق وصدق به ، فقال
علي - رضي الله عنه - : الذي جاء بالصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وصدق به
أبو بكر - رضي الله عنه - . وقال
مجاهد : النبي - عليه السلام -
وعلي - رضي الله عنه - .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الذي جاء بالصدق
جبريل - صلى الله عليه وسلم - والذي صدق به
محمد صلى الله عليه وسلم . وقال
ابن زيد ومقاتل وقتادة : الذي جاء بالصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - : وصدق به المؤمنون . واستدلوا على ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33أولئك هم المتقون كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هدى للمتقين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي ومجاهد : الذي جاء بالصدق وصدق به المؤمنون الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون : هذا الذي أعطيتمونا قد اتبعنا ما فيه ، فيكون الذي على هذا بمعنى جمع كما تكون من بمعنى جمع . وقيل : بل حذفت منه النون لطول الاسم ، وتأوله
الشعبي على أنه
[ ص: 229 ] واحد . وقال : الذي جاء بالصدق
محمد - صلى الله عليه وسلم - فيكون على هذا خبره جماعة ، كما يقال لمن يعظم : هو فعلوا ، وزيد فعلوا كذا وكذا . وقيل : إن ذلك عام في كل من دعا إلى توحيد الله - عز وجل - ، قاله
ابن عباس وغيره ، واختاره
الطبري . وفي قراءة
ابن مسعود " والذي جاءوا بالصدق وصدقوا به " وهي قراءة على التفسير . وفي قراءة
أبي صالح الكوفي " والذي جاء بالصدق وصدق به " مخففا على معنى : وصدق بمجيئه به ، أي : صدق في طاعة الله عز وجل ، وقد مضى في [ البقرة ] الكلام في " الذي " وأنه يكون واحدا ويكون جمعا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34لهم ما يشاءون عند ربهم أي من النعيم في الجنة ، كما يقال : لك إكرام عندي ، أي : ينالك مني ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34ذلك جزاء المحسنين الثناء في الدنيا والثواب في الآخرة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35ليكفر الله عنهم أي صدقوا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35ليكفر الله عنهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35أسوأ الذي عملوا أي يكرمهم ولا يؤاخذهم بما عملوا قبل الإسلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35ويجزيهم أجرهم أي يثيبهم على الطاعات في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35بأحسن الذي كانوا يعملون وهي الجنة .
[ ص: 228 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32فَمَنْ أَظْلَمُ أَيْ لَا أَحَدَ أَظْلَمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ فَزَعَمَ أَنَّ لَهُ وَلَدًا وَشَرِيكًا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ يَعْنِي الْقُرْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ اسْتِفْهَامُ تَقْرِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=32مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ أَيْ مُقَامٌ لِلْجَاحِدِينَ ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ ثَوَى بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَامَ بِهِ يَثْوِي ثَوَاءً وَثُوِيًّا مِثْلُ مَضَى مَضَاءً وَمُضِيًّا ، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَثْوَى لَكَانَ مُثْوًى . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ثَوَى هِيَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ . وَحَكَى
أَبُو عُبَيْدٍ أَثْوَى ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
الْأَعْشَى :
أَثْوَى وَقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا وَمَضَى وَأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا
nindex.php?page=showalam&ids=13721وَالْأَصْمَعِيُّ لَا يَعْرِفُ إِلَّا ثَوَى ، وَيَرْوِي الْبَيْتَ : ( أَثَوَى ) عَلَى الِاسْتِفْهَامِ . وَأَثْوَيْتُ غَيْرِي يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وَاخْتُلِفَ فِي الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ، فَقَالَ
عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَدَّقَ بِهِ
أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -
وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ
جِبْرِيلُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالَّذِي صَدَّقَ بِهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ وَمُقَاتِلٌ وَقَتَادَةُ : الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : وَصَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ . وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هُدًى لِلْمُتَّقِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخَعِيُّ وَمُجَاهِدٌ : الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَجِيئُونَ بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ : هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتُمُونَا قَدِ اتَّبَعْنَا مَا فِيهِ ، فَيَكُونُ الَّذِي عَلَى هَذَا بِمَعْنَى جَمْعٍ كَمَا تَكُونُ مَنْ بِمَعْنَى جَمْعٍ . وَقِيلَ : بَلْ حُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ لِطُولِ الِاسْمِ ، وَتَأَوَّلَهُ
الشَّعْبِيُّ عَلَى أَنَّهُ
[ ص: 229 ] وَاحِدٌ . وَقَالَ : الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَكُونُ عَلَى هَذَا خَبَرُهُ جَمَاعَةً ، كَمَا يُقَالُ لِمَنْ يُعَظَّمُ : هُوَ فَعَلُوا ، وَزَيْدٌ فَعَلُوا كَذَا وَكَذَا . وَقِيلَ : إِنَّ ذَلِكَ عَامٌّ فِي كُلِّ مَنْ دَعَا إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ ، وَاخْتَارَهُ
الطَّبَرِيُّ . وَفِي قِرَاءَةِ
ابْنِ مَسْعُودٍ " وَالَّذِي جَاءُوا بِالصِّدْقِ وَصَدَّقُوا بِهِ " وَهِيَ قِرَاءَةٌ عَلَى التَّفْسِيرِ . وَفِي قِرَاءَةِ
أَبِي صَالِحٍ الْكُوفِيِّ " وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَقَ بِهِ " مُخَفَّفًا عَلَى مَعْنَى : وَصَدَقَ بِمَجِيئِهِ بِهِ ، أَيْ : صَدَقَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَدْ مَضَى فِي [ الْبَقَرَةِ ] الْكَلَامُ فِي " الَّذِي " وَأَنَّهُ يَكُونُ وَاحِدًا وَيَكُونُ جَمْعًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ أَيْ مِنَ النَّعِيمِ فِي الْجَنَّةِ ، كَمَا يُقَالُ : لَكَ إِكْرَامٌ عِنْدِي ، أَيْ : يَنَالُكَ مِنِّي ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ الثَّنَاءُ فِي الدُّنْيَا وَالثَّوَابُ فِي الْآخِرَةِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَيْ صَدَّقُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا أَيْ يُكْرِمَهُمْ وَلَا يُؤَاخِذَهُمْ بِمَا عَمِلُوا قَبْلَ الْإِسْلَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ أَيْ يُثِيبُهُمْ عَلَى الطَّاعَاتِ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ وَهِيَ الْجَنَّةُ .