الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما بيان لحالهم في معاملتهم مع ربهم، وكان الحسن إذا قرأ ما تقدم يقول: هذا وصف نهارهم، وإذا قرأ هذه قال: هذا وصف ليلهم، والبيتوتة أن يدركك الليل [ ص: 45 ] نمت أو لم تنم و(لربهم) متعلق بما بعده، وقدم للفاصلة والتخصيص، والقيام جمع قائم، أو مصدر أجري مجراه، أي: يبيتون ساجدين وقائمين لربهم سبحانه، أي: يحيون الليل كلا أو بعضا بالصلاة، وقيل: من قرأ شيئا من القرآن بالليل في صلاة فقد بات ساجدا وقائما، وقيل: أريد بذلك فعل الركعتين بعد المغرب والركعتين بعد العشاء، وقيل: من شفع وأوتر بعد أن صلى العشاء فقد دخل في عموم الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وبالجملة في الآية حض على قيام الليل في الصلاة ، وقدم السجود على القيام ولم يعكس - وإن كان متأخرا في الفعل - لأجل الفواصل؛ ولأنه أقرب ما يكون العبد فيه من ربه سبحانه، وإباء المستكبرين عنه في قوله تعالى: ( وإذا قيل ) الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبو البرهسم «سجودا» على وزن (قعودا) وهو أوفق بـ(قياما)

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية