nindex.php?page=treesubj&link=28975_27521_28723_29706_30524_30526_30558nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما
فإن قلت : قد ثبت أن الله عز وجل يغفر الشرك لمن تاب منه ، وأنه لا يغفر ما دون الشرك من الكبائر إلا بالتوبة ، فما وجه قول الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؟ قلت : الوجه أن يكون الفعل المنفي والمثبت جميعا موجهين
[ ص: 90 ] إلى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48لمن يشاء : كأنه قيل : إن الله لا يغفر لمن يشاء الشرك ، ويغفر لمن يشاء ما دون الشرك على أن المراد بالأول من لم يتب ، وبالثاني من تاب ، ونظيره قولك : إن الأمير لا يبذل الدينار ويبذل القنطار لمن يشاء . تريد : لا يبذل الدينار لمن لا يستأهله ، ويبذل القنطار لمن يستأهله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48فقد افترى إثما : أي : ارتكبه وهو مفتر مفتعل ما لا يصح كونه .
nindex.php?page=treesubj&link=28975_27521_28723_29706_30524_30526_30558nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرَكَ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا
فَإِنْ قُلْتَ : قَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ الشِّرْكَ لِمَنْ تَابَ مِنْهُ ، وَأَنَّهُ لا يَغْفِرُ مَا دُونَ الشِّرْكِ مِنَ الْكَبَائِرِ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ ، فَمَا وَجْهُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ؟ قُلْتُ : الْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ الْفِعْلُ الْمَنْفِيُّ وَالْمُثْبَتُ جَمِيعًا مُوَجَّهَيْنِ
[ ص: 90 ] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48لِمَنْ يَشَاءُ : كَأَنَّهُ قِيلَ : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ الشِّرْكَ ، وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ مَا دُونَ الشِّرْكِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَوَّلِ مَنْ لَمْ يَتُبْ ، وَبِالثَّانِي مِنْ تَابَ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُكَ : إِنَّ الْأَمِيرَ لا يَبْذُلُ الدِّينَارَ وَيَبْذُلُ الْقِنْطَارَ لِمَنْ يَشَاءُ . تُرِيدُ : لا يَبْذُلُ الدِّينَارَ لِمَنْ لا يَسْتَأْهِلُهُ ، وَيَبْذُلُ الْقِنْطَارَ لِمَنْ يَسْتَأْهِلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا : أَيِ : ارْتَكَبَهُ وَهُوَ مُفْتَرٍ مُفْتَعِلٌ مَا لا يَصِحُّ كَوْنُهُ .