الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فتقبلها ربها بقبول حسن [ 37 ]

                                                                                                                                                                                                                                        مصدر " تقبل " : تقبل ، إلا أن معنى تقبل وقبل واحد ، فالمعنى فقبلها ربها بقبول حسن ، ونظيره :


                                                                                                                                                                                                                                        وقد تطويت انطواء الحضب



                                                                                                                                                                                                                                        لأن معنى تطويت وانطويت واحد . قال أبو جعفر : الحضب الحية ، ومثله :


                                                                                                                                                                                                                                        وليس بأن تتبعه اتباعا



                                                                                                                                                                                                                                        وأنبتها نباتا حسنا ولم يقل : إنباتا ؛ لأنه لما قال : " أنبتها " دل على نبت ، كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا     ورضت فذلت صعبة أي إذلال



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 372 ] وإنما مصدر ذلت ذل ، ولكنه قد دل على معنى أذللت . وقرأ مجاهد : ( فتقبلها ) بإسكان اللام على الطلب والمسألة . ربها نداء مضاف وأنبتها بإسكان التاء وكفلها بإسكان اللام ( زكرياء ) بالمد والنصب ، وقرأ الكوفيون : ( وكفلها زكريا ) أي وكفلها الله زكرياء . وروى هارون بن موسى ، عن عبد الله بن كثير وأبي عبد الله المدني : ( وكفلها زكرياء ) بكسر الفاء ، قال الأخفش سعيد : يقال : كفل يكفل ، وكفل يكفل ، ولم أسمع " كفل " ، وقد ذكرت . قال الفراء : أهل الحجاز يمدون زكرياء ويقصرونه ، وأهل نجد يحذفون منه الألف ويصرفونه فيقولون : " زكري " . قال الأخفش : فيه أربع لغات : " زكرياء " بالمد ، و " زكريا " بالقصر ، و " زكري " بتشديد الياء والصرف ، و " زكر " ، ورأيت زكريا . قال أبو حاتم : " زكري " بلا صرف لأنه أعجمي ، وهذا غلط لأن ما كانت فيه ياء مثل هذه انصرف ، ولم ينصرف زكرياء في المد والقصر لأن فيه ألف تأنيث ، والدليل على هذا أنه لا يصرف في النكرة ، وقال قوم : لم ينصرف لأنه أعجمي . كلما دخل منصوب بوجد ، أي كل دخوله أي كل وقت دخوله ، وإن شئت أملت الألف من " حساب " لكسرة الحاء .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية