الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فاطر السماوات والأرض [11]

                                                                                                                                                                                                                                        يكون مرفوعا بإضمار مبتدأ ويكون نعتا . قال الكسائي : ويجوز (فاطر السماوات والأرض) بالنصب على النداء ، وقال غيره : على المدح . ويجوز الخفض على البدل من الهاء التي في عليه يذرؤكم فيه قال شعبة عن منصور : "يذرؤكم" يخلقكم ، وقال أبو إسحاق : يذرؤكم يكثركم ، وجعل "فيه" بمعنى به أي يكثركم بأن جعلكم أزواجا ، وقال علي بن سليمان : "يذرؤكم" ينبتكم من حال إلى حال أي ينبتكم في الجعل . قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بالصواب الذي رواه شعبة عن منصور ؛ لأن أهل اللغة المتقدمين منهم أبو زيد وغيره رووا عن العرب : ذرأ الله عز وجل الخلق يذرؤهم أي خلقهم ، وقول أبي إسحاق وأبي الحسن على المجاز ، والحقيقة [ ص: 74 ] أولى ولا سيما مع جلالة من قال به ، وإنه معروف في اللغة ، ويكون فيه على بابها أولى من أن تجعل بمعنى به ، وإن كان يقال : فلان بمكة فيكون المعنى فالله جعل لكم من أنفسكم أزواجا يخلقكم في الأزواج ، وذكر على معنى الجمع ، ويكون التقدير : وجعل لكم من الأنعام أزواجا أي ذكرانا وإناثا . ليس كمثله شيء أي لا يقدر أحد على هذا غيره والكاف في (كمثله) زائدة للتوكيد لا موضع لها من الإعراب لأنها حرف ، ولكن موضع (كمثله) موضع نصب . والتقدير ليس مثله شيء وهو السميع البصير

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية