الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فلا تجعلوا لله أندادا أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التي لا تضر ولا تنفع وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأنداد هو الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (أندادا) قال : أشباها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله : فلا تجعلوا لله أندادا قال : أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 186 ] وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : أندادا قال : الأشباه والأمثال . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم، أما سمعت قول لبيد :


                                                                                                                                                                                                                                      أحمد الله فلا ند له بيديه الخير ما شاء فعل



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : أندادا قال : شركاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عون بن عبد الله قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من المدينة فسمع مناديا ينادي للصلاة فقال : الله أكبر الله أكبر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على الفطرة . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله . فقال : خلع الأنداد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري في " الأدب المفرد "، والنسائي ، وابن ماجه، وأبو نعيم في " الحلية " والبيهقي في " الأسماء والصفات " عن ابن عباس قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت . فقال : جعلتني لله ندا ما شاء الله وحده .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 187 ] وأخرج ابن سعد عن قتيلة بنت صيفي قال : جاء حبر من الأحبار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون . قال : وكيف؟ قال : يقول أحدكم : لا والكعبة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه قد قال، فمن حلف فليحلف برب الكعبة . فقال : يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله أندادا . قال : وكيف ذلك؟ قال : يقول أحدكم : ما شاء الله وشئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه قد قال! فمن قال منكم فليقل : ما شاء الله ثم شئت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وابن ماجه والبيهقي عن طفيل بن سخبرة، أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال : أنتم نعم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله . فقالوا : وأنتم نعم القوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد، ثم مر برهط من النصارى فقال : أنتم نعم القوم لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله . قالوا : وأنتم نعم القوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد . فلما أصبح أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فقال : إن طفيلا رأى رؤيا، وإنكم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم، فلا تقولوها ولكن قولوا : ما شاء الله وحده لا شريك له .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 188 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه والبيهقي ، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقولوا ما شاء الله ثم شاء فلان، قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : فلا تجعلوا لله أندادا أي عدلا وأنتم تعلمون قال : أن الله خلقكم وخلق السماوات والأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج وكيع، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد في قوله : فلا تجعلوا لله أندادا أي عدلا وأنتم تعلمون قال تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل لا ند له .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية