الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                القذف صريحه : لفظ الزنا : كقوله : زنيت ، أو زنيت ، أو يا زان ، أو يا زانية ، والنيك وإيلاج الحشفة ، أو الذكر ، مع الوصف بتحريم ; أو دبر . وسائر الألفاظ المذكورة في الإيلاج أنها صريحة هنا إذا انضم إليها الوصف بالتحريم . ولطت ، ولاط بك وزنيت في الجبل .

                وفيه وجه : أنه كناية ، وزنا فرجك ، أو ذكرك ، أو قبلك ، أو دبرك . ولامرأة : زنيت في قبلك . ولرجل : بقبلك ولخنثى : ذكرك وفرجك معا ولولد غيره الذي لم ينف بلعان : لست ابن فلان . والكنايات يا فاجر ، يا فاسق ، يا خبيث يا خبيثة ، يا سفيه أنت تحبين الخلوة لا تردين يد لامس ولقرشي : يا نبطي ، أو لست من قريش . ولولده : لست ابني وللمنفي باللعان لست ابن فلان .

                ولزوجته : لم أجدك عذراء ، في الجديد ولأجنبية : قطعا وأنت أزنى الناس أو أزنى من الناس ، أو يا أزنى الناس أو أزنى من فلان على الصحيح في الكل . وزنأت في الحبل . على الصحيح ، وكذا : زنأت فقط ، أو يا زانئ بالهمزة في الأصح ويا زانية في الجبل بالياء على المنصوص . ولرجل : زنيت في قبلك . وزنت يدك أو رجلك أو عينك أو أحد قبلي المشكل ويا لوطي . على المعروف في المذهب واختار في زوائد الروضة : أنه صريح ; لأن احتمال إرادة أنه على دين لوط لا يفهمه العوام أصلا ولا يسبق إلى ذهن غيرهم . ومن الكنايات يا قواد يا مؤاجر ، وفيهما وجه : أنهما صريحان .

                ويا مأبون : كما في فتاوى النووي ، يا قحبة ويا علق ، كما في فتاوى الشاشي وفروع ابن القطان . وجزم ابن الصباغ والشيخ عز الدين بأن : يا قحبة صريح . وأفتى الشيخ عز الدين بأن : يا مخنث صريح للعرف . وفي فروع ابن القطان بأن : يا بغي كناية [ ص: 306 ] والتعريض يا ابن الحلال ، أما أنا فلست بزان ، وأمي ليست بزانية ، ما أحسن اسمك في الجيران ما أنا ابن خباز ولا إسكاف ، فلا أثر لذلك وإن نوى به القذف ; لأن النية إنما تؤثر إذا احتمل اللفظ المنوي ، ولا دلالة في هذا اللفظ ، ولا احتمال وما يفهم منه مستنده : قرائن الأحوال . وفي وجه : أنه كناية لحصول الفهم والإيذاء .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية